أكدت الاختصاصية الاجتماعية فتحية صالح، أن مشاهد التدخين في المسلسلات والأفلام، وتصويرها على أنها شيء يُحسن من المزاج، يحرض على التدخين بين الرجال والنساء والمراهقين، مشيرة إلى أنه لا يوجد مبرر لملء تلك المشاهد بدخان السجائر. وبينت صالح أن المسلسلات الدرامية بما تبثه تؤثر بشكل كبير على سلوكيات الأبناء ذكوراً وإناثاً، ومشاهد التدخين تسوق لفكرة التدخين خاصة لدى المراهقين والمراهقات، الأكثر تأثراً بتلك الدعاية المبطنة، مبينة أن بعض الدول فطنت لذلك ووضعت له حداً، فعلى سبيل المثال نجد التجربة الهندية التي ألزمت دور العرض السينمائي والقنوات الفضائية ببث فترات زمنية للتوعية تتساوى مع فترات مشاهد التدخين والمخدرات في الأعمال الدرامية، وكذلك التجربة التركية التي شكلت لجنة لمكافحة التبغ والترويج له، وأدى ذلك إلى انخفاض مشاهد التدخين في الدراما وكذلك انخفاض مبيعات التبغ، إضافة إلى التجربة الأمريكية، في التصنيف الدوري لأفلام هوليود فيما يتعلق بحجم مشاهد التدخين والمخدرات فيها مع التواصل مع المهرجانات الإقليمية والوطنية لجعلها خالية من التبغ والترويج له. ودعت صالح الجهات المسؤولة عن مكافحة التدخين إلى ضرورة التواصل مع كتاب ومنتجي المسلسلات لمعالجة هذا الخطأ وتفاديه. ومن صالح، إلى أولياء الأمور؛ حيث تقول أم أيمن «لاحظت كثرة التدخين في المسلسلات العربية، بل إن التدخين يكون ملازماً للشخصيات التي تحمل ثقلاً أخلاقياً في المسلسل، وهذا له تأثير سلبي جدا على الأبناء خاصة في سن المراهقة، خاصة أننا نعي مدى تأثير الإعلام على سلوكيات وفكر أبنائنا». كما دعا خالد العبد الله إلى ضرورة معالجة هذا الخطأ وعمل حملة إعلامية يتم مخاطبة الكتّاب والمنتجين من خلالها لحثهما على تجنب حشر التدخين في المشاهد الدرامية وتوعيتهم بمخاطرها وبواجبهم كمؤثر إعلامي خطير يجب أن يدقق فيما يقدمه للشباب. فيما أشار أحمد الحميدي إلى أن الدراما العربية مسؤولة عن ارتفاع نسبة التدخين بين المراهقات، نظرا لتأثير الإعلام على سلوكيات الشباب.