كشف رصد سريع لمنظمة الصحة العالمية حول استهلاك التبغ ومعاقرة المسكرات في الدراما التليفزيونية التي عرضت خلال شهر رمضان العام الحالي عن تقلص ملحوظ لمشاهد التدخين في مقابل تزايد مشاهد معاقرة الخمور والمسكرات. وأوضح المكتب الاقليمي لشرق المتوسط التابع لمنظمة الصحة العالمية الذي يتخذ من القاهرة مقرا له في بيان صحافي وزعه أمس أنه من بين 14 مسلسلا تليفزيونيا التزمت تسعة مسلسلات تماما تطهير مشاهدها من التدخين ومعاقرة الخمور والمسكرات. واشار إلى أن نسبة مشاهد التدخين في المسلسلات الأخرى تفاوتت بين مشاهد مكثفة لاستهلاك التبغ وأخرى قليلة لمدخن واحد للسيجار في حين تزايدت على نحو ملحوظ مشاهد معاقرة الخمور في الكثير من الأعمال من دون مبرر درامي. وذكر أن الأعمال ال14 تمثل عينة عشوائية اعتمدها المكتب الاقليمي لرصد مدى التزام الدراما التليفزيونية التي تم بثها خلال شهر رمضان وتحظى بأعلى نسبة مشاهدة بالقواعد المتعلقة بتحرير الدراما والفنون من مشاهد التبغ والمسكرات. واضاف أن أغلب هذه الأعمال مسلسلات مصرية وسورية عرضت جميعها على مختلف القنوات الأرضية والفضائية لجمهور ضخم من كافة البلدان العربية لاقليم شرق المتوسط وخارجه منوها بأن الرصد كشف عن اتجاه ايجابي ملحوظ نحو تجنب المشاهد التي تروج للتدخين دون ضرورة درامية. وذكر المكتب الاقليمي ان الأهم كان نحو تقديم رسالة غير مباشرة مناهضة للتدخين تربط بينه وبين المخاطر الصحية كالاجهاض أو تؤكد أن التدخين لا يصلح وسيلة للهرب من مواجهة المشاكل لافتاً إلى ان الرصد كشف في الوقت نفسه عن اتجاه نحو اقحام مشاهد معاقرة الخمور على نحو مبالغ. واضاف المكتب أن هذه المشاهد في ستة مسلسلات توزعت على مختلف الشرائح والطبقات الاجتماعية ما يعطي انطباعا بوجود أهداف ترويجية مخططة من وراء بثها منوها بأن المسلسلات في مجملها خطت خطوة نحو تحرير الدراما العربية من التبغ والمسكرات. وعبر المدير الاقليمي لشرق المتوسط الدكتور حسين الجزائري عن قدر من الارتياح والتقدير والتطور الايجابي النسبي الذي طرأ على الأعمال الدرامية التليفزيونية التي عرضت في شهر رمضان مقارنة باعوام سابقة. الا انه عبر ايضا عن التطلع إلى تحرير الأعمال الدرامية نهائيا من كافة هذه المشاهد لصالح جموع المتابعين للدراما ولاسيما الشباب وصغار السن.