أكد الشيخ محمد الغامدي، أستاذ الكتاب والسنة في جامعة أم القرى، عضو لجنة المناصحة في وزارة الداخلية، أن هناك أشخاصا ممن سلكوا طريق التطرف والانحراف، كان لبعض خطب الجمعة دور في التأثير فيهم، وأخذهم إلى التطرف الفكري، مبينا أن الخطيب لابد أن يكون حذرا فيما يطرح. وأضاف الغامدي، في حديثه ل "الاقتصادية" على هامش ندوة بعنوان "مسؤولية الخطباء والدعاة تجاه ترسيخ مفهوم جمع الكلمة ولزوم الجماعة والبعد عن الفرقة والنزاع"، التي نظمها فرع وزارة الشؤون الإٍسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في جدة، أن الخطباء قد يقولون في خطبهم كلاما يفهمه الشاب فهما سلبيا، حيث إن الخطيب في الغالب خال من الأفكار المنحرفة وإلا لم تكلفهم الوزارة بهذه المسؤولية، ولكن قد يكون خطابه غير واع، وقد يطرح كلامه وقد يحتمل أكثر من وجه، داعيا الخطباء إلى التثبت مما يطرحون وتحري الدقة في عباراتهم. وقال الغامدي، إن بعض الخطباء يبني خطبته على أخبار صحافية غير صحيحة، وعلى أخبار مكذوبة في بعض وسائل التواصل، مما يكون له تداعيات سلبية أمام المتلقين لخطبته، والتأثير في مصداقيته ومصداقية حديثه أمام الناس، كما أن هناك خطباء يأخذون خطبا غير صحيحة من وسائل التواصل الاجتماعي، وقد يكون فيها عديد من الأحاديث غير الصحيحة. وذكر الغامدي، أنه يفترض على الخطيب التواصل مع جماعة الحي، بأي وسيلة من وسائل التواصل، حتى يستفيد منهم في وضع الخطب المناسبة، حيث إن بعض الخطباء يغيبون جماعة المسجد، ولا يتناولون في خطبهم الأمور التي تهمهم، مضيفا أن هناك مجموعة من الخطباء يتناولون خطبا تخص ولي الأمر أو الدعاة ولا تخص الناس، كما يتطرقون إلى نزاعات وأمور لا تهم المتلقين. من جهته، قال أحمد بن جيلان، عضو الدعوة في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، أن الأصل في الخطابة أن يقوم بها ولي الأمر، ولكن في هذه الفترة ونظرا لكثرة المساجد، ومشاغل ولي الأمر، فقد وكل بها من يستحق، مشددا على أن سلامة المجتمع تنطلق من المسجد، وأن الخطيب قادر على أن يقود جماعة مسجده إلى النجاة والخير والبعد عن كل أمور الضلال. وأشار جيلان إلى أن خطبة الجمعة والدعوة إلى الله ليست وظيفة تؤدى فحسب، بل هي أمانة ومسؤولية ومؤسسة بناء وإصلاح وعطاء، مبينا أهمية تأهيل الخطيب والداعية لأنه تستمع إليه كل شرائح المجتمع بمختلف مستوياتهم، وعلى الخطيب استشعار عظم المسؤولية أمام الله، ثم أمام الوطن والمجتمع، واستشعار أن كلامه سيؤثر في المستمعين سواء كان صوابا أو خطأ. وشدد جيلان، على ضرورة حرص الخطباء على الإمامة، والسمع والطاعة للإمام وولاة الأمر، في غير معصية الله، إضافة إلى حرصه في خطبه على لزوم الجماعة ولا سيما في هذا الوقت، كما أن الخطيب لديه دور كبير في إبعاد الناس عن الفتن وقنواتها، ومناهجها ودعاتها، وعليه الابتعاد عن الفتن وعن الصراعات من حولنا، حيث إن بلاد الحرمين مستهدفة.