طالب المشاركون فى ورشة (منبر الجمعة رسالة ومسؤولية) التى نظمها فرع وزراة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقة مكةالمكرمة أمس بتفعيل دور العلماء فى مواجهة الأفكار المنحرفة ونشر الفكر الصحيح لعقيدة أهل السنة والجماعة المستمدة من النصوص الشرعية للمسائل ذات التأثير على السلوك المتعلق بعلاقة الحاكم بالرعية كالبيعة وطاعة ولي الأمر وبيان مسائل الجهاد وضوابط الاستشهاد وحرمة الدماء المعصومة وضوابط إنكار المنكر واحتواء الشباب عبر الوسائل المختلفة كالدروس والمحاضرات الهادفة والبرامج الإعلامية عبر وسائل الإعلام كما دعا المشاركون فى الورشة إلى إلزام الخطباء بالإيميلات وتبادل المعلومات فيما بينهم وبين وزارة الشؤون الإسلامية. وتحدث فى بداية الورشة وكيل الوزارة المساعد لشؤون المساجد الشيخ عبدالمحسن بن عبدالعزيز آل الشيخ قال لايخفى عليكم عظم التغيرات المتسارعة فى هذه الأوقات والتى توجب على الخطباء مزيداً من الحصافة والحكمة والرّوية والعلم بجمع المسلمين على كلمة سواء تتحقق فيها وحدة الكلمة واجتماع القلوب والأبدان على منهاج شرعي صحيح ليس فيه أدنى تماس مع مناهج أهل الأهواء الذين يظهرون فى الفتن ويحاولون التأثير على عقائد الناس وسلوكهم. من هنا جاءت أهمية هذه اللقاءات للخروج بتوصيات محددة تستفيد منها الوزارة فى توجيه المنبر إلى الفاعلية المثلى التى نرومها جميعاً. وقال: إن التواصل المحمود بين المنبر ووسائل الإعلام يحقق التكامل المنشود فى الإصلاح ويجنب المجتمع غائلة السوء ويسير به إلى كل خير فى الدنيا والدين والتعاون والمحبة والألفة هي التى يجب أن تسود بيننا لنقطف الثمار إصلاحاً وبراً وخيرًا،، مبيناً أن الهدف من هذه الورش مناقشة كيفية تفعيل منبر الجمعة ليكون أكثر تأثيراً في واقع الناس بعيداً عن النمطية غير المؤثرة مع المحافظة على السنة والهدي النبوي في شكل الخطبة ومضمونها، وكذلك مناقشة أثر منبر الجمعة في مواجهة الانحرافات الفكرية والغلو والتطرف لتكون الخطب أكثر فعالية في تعزيز الوسطية وجمع الكلمة ، والبعد عن الشذوذ والاجتهادات المخالفة ، كما ستتم مناقشة كيفية تفعيل خطبة الجمعة في وسائل الإعلام ، وتوثيق التواصل بين منبر الجمعة ووسائل الإعلام وجميعها منابر ينبغي أن يكمل بعضها في سبيل تحقيق الوعي الصحيح للمجتمع في دينهم ودنياهم. كما ألقى مدير عام فرع الشؤون الإسلامية بمنطقة مكةالمكرمة بكر مير كلمة أكد على أهمية هذه الورشة التى تقام بمتابعة وتوجيه من وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد متمنياً أن تحقق المناقشات الأهداف المرجوة منها،، وفيما يتعلق بدور الإعلام قال الأستاذ على بن يحيي الزهرانى مدير مكتب صحيفة (المدينة) بمكةالمكرمة التى مثلت الوسائل الإعلامية لمشاركتها فى الورشة بأن على وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أن تكون أكثر إنفتاحاً مع وسائل الإعلام وضرورة استثمار ذلك انطلاقاً من أهمية الإعلام،، وطرح الزهرانى مجموعة من المقترحات تتعلق بتكوين إدارات للإعلام والتوجيه الدينى فى مكاتب وفروع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، والتنسيق مع وزارة الإعلام لاستحداث برامج دعوية تلفزيونية وإذاعية وصحفية إضافة إلى إحداث مواقع إلكترونية لكل فرع وتخصيص أجندة فى الفروع للكتاب والكاتبات للتواصل معهم فيما يخدم النشاط الدعوي المنبري. وطرح الدكتور احمد نافع المورعى الأستاذ المشارك بقسم الكتاب والسنة بجامعة أم القرى ورقة عمل بعنوان(كيف نفعل خطبة الجمعة إعلامياً) طالب فيها بتفعيل دور العلماء فى مواجهة الأفكار المنحرفة ونشر الفكر الصحيح لعقيدة أهل السنة والجماعة المستمدة من النصوص الشرعية للمسائل ذات التأثير على السلوك المتعلق بعلاقة الحاكم بالرعية كالبيعة وطاعة ولى الأمر وبيان مسائل الجهاد وضوابط الاستشهاد وحرمة الدماء المعصومة وضوابط إنكار المنكر واحتواء الشباب عبرالوسائل المختلفة كالدروس والمحاضرات الهادفة والبرامج الإعلامية عبر وسائل الإعلام ‘‘ أولاً : أهمية خطبة الجمعة : لقد كان للكلمة - ولا يزال- أثرها الفاعل، وقيمتها الكبرى، ودورها الحاسم في عمليات التغيير الإنساني على صعيد الدين، والعلم، والفكر، والسياسة، والاقتصاد، والاجتماع.. فالكلمة هي وعاء المعنى، ورسوله إلى القلوب والعقول. مضيفاً إن خطبة الجمعة لا تزال قائمة في عالمنا الإسلامي، والمساجد تتزايد باستمرار فتتزايد معها المنابر الإسلامية، لكن هذه المنابر لمّا تستثمر حتى الآن الاستثمار الكافي، والخطباء الذين يتحدثون من خلالها ليس أكثرهم - مع احترامنا وتقديرنا للجميع- على مستوى الخطابة بمعناها الصحيح، بل قد تجد فيهم - للأسف الشديد- من لا يدرك معنى الخطابة كفنّ من فنون الدعاية والإعلام، ومن يتصور أن الخطبة هي مخاطبة الناس من علٍ بصوت مرتفع، دون أن يعلم خطورة المنبر الذي يعتليه. وهكذا تطالعك على منابرنا أنماط متباينة من خطباء الجمعة، قد يصل تباينها إلى حدّ التناقض الحادّ. فالخطباء المتحمسون يبالغون في حماسهم، وينفعلون عندما لا يطلب الانفعال، ويطيلون عندما لا يستحق موضوعهم الإطالة، ويعتقدون أن الخطابة هي شحن الجمهور بشحنات الحماس، فيصولون ويجولون في شعور المستمع دون أن يبلغوا عقله، بينما الحقيقة هي أن الحماس وسيلة وليس غاية، وأن المشاعر تأتي وتذهب، بينما الأفكار هي الأبقى ما دامت تجد مكانها في العقل السليم والخطباء الهادئون يبالغون في هدوئهم، ويلقون خطبهم وكأنهم يلقون محاضرة ( أكاديمية) على صفوة من المثقفين، فتصل المعاني إلى المستمع جافة باردة. والخطابة فن يحتاج إلى مواهب خاصة، وخصائص هامة ليس أولها الصوت القوي المؤثر، والقدرة على الإقناع واستمالة الحضور، والتعبير بالحواسّ مع الكلمات، ومخاطبة العقل والقلب في آن معاً، ومناسبة لهجة الإلقاء للمعاني، وليس آخرها وحدة الموضوع، وموضوعية الطرح، وترابط الأفكار، واستخدام الجمل القصيرة المعبرة، والألفاظ المألوفة. والخطابة تحتاج أيضاً إلى ثقافة واسعةٍ في أمور الدين والمجتمع، وفهم دقيق لشرائح الناس الذين يترددون على المسجد وطبقاتهم الفكرية، وأحوالهم الاجتماعية، وظروفهم المعيشية، فلا حياة لإعلام لا يعيش مشاكل الجماهير وقضاياها، ولا أثر لخطبة لا تلمس أعماق الناس الوجدانية والفكرية والاجتماعية، فليحذر خطباؤنا من تحويل منابرنا إلى أبراج عاجية تحجبهم عن جمهورهم المسلم، وتبعدهم عن أوجاعه الحقيقية وواقعه المعاش. لغة الخطبة والخطيب: - أن تكون لغة سليمة من حيث النحو.- أن تكون لغة متينة ورصينة لا تبدو عليها الركاكة.- يفضل أن تكون الفقرات قصيرة. - علامات الترقيم تساعد على تحديد نبرة الصوت.- إشراك المصلين بالخطبة عن طريق طرح الأسئلة.- تحضيرات قبل الخطبة - الراحة وعدم التعرض لموقف عصبي.- الاطلاع على الأخبار صباحا، لأنه قد يضطر لتغيير موضوع الخطبة في حالات معينة. وأضاف بإمعان النظر في واقعنا المعاصر نجد أن هناك فجوة بين الجيل الجديد والجيل القديم ، بين كبار علماء الأمة وبين جيل الشباب ، بين الدعاة بشكل عام وبين الشباب ، ولهذا السبب تم خطف بعض الشباب من قبل دعاة التحلل ، وتم خطف البعض الآخر من قبل دعاة التطرف ، وتم خطف البعض الآخر من قبل دعاة التشيع ، مستغلين هذا الفراغ في الشباب وهذه الفجوة. - نحن نعيش عصر السرعة وهذا الأمر يسري على أسلوب الدعوة فالشباب يرغبون بالمختصر المفيد ولا يرغبون التفصيل والإفاضة والإطالة وأضاف: إن الدور التربوي والإعلامي لمنبر الجمعة تراجع لأسباب عديدة ومتنوعة، حتى أصبح البعض يحضر لخطبة الجمعة إما مكرهًا، وإما لأداء واجب لا غير، بدون أن يتوقع أن تحرك فيه المواضيع ساكنا أو تغير من واقعه نحو الأفضل الذي يبتغيه الإسلام.. ففي بعض الأحيان يأتي المسلم إلى المسجد يوم الجمعة، كضرب من الروتين والعادة، نتيجة فقدان خطبة الجمعة لروحها ومهمتها ورسالتها.. يحضر فيستمع ثم ينصرف، غير مكترث لما قيل، ولا منتفع بما قيل.. كما تناول دور العلماء والخطباء في مواجهة الفكر المنحرف إعلامياً مؤكدا أنه يجب ألا يقف دور العلماء تجاه هذه الظواهر والانحرافات عند البيانات والتصريحات والاستنكارات ، حيث أننا ومع كل حدث يقع ، يخرج العلماء فيدلون بالفتاوى والتصريحات وينتهي الأمر عند هذا الحدّ الذي لم يثبت جدواه ، بل لابد من القيام بعملية الاتصال والتواصل مع الشباب والجلوس إليهم والحوار معهم وتصحيح ما علق بأذهانهم من أفكار ومعتقدات غير سوية ، وكل هذا يكون بإتباع الأسلوب التربوي الناجح ، إضافة إلى الكتابات والمقالات ، والإفتاء والمواعظ. فعلى العلماء اليوم أن يستعملوا زيادة عن الخطب المنبرية، الأساليب التي يستعملها غيرهم من أصحاب المذاهب والاتجاهات مثل: المقالة الناقدة والرواية الحكيمة، وعن طريق الوسائل السمعية والبصرية، وعقد الندوات والمؤتمرات التي تعين على إبلاغ كلمة الحق وتبصير الشباب لنشر الفضيلة ومقاومة الرذيلة. ومن الخير كذلك أن يفتح العلماء فتح أبوابهم للشباب وعامة المجتمع، وأن يخصص كل واحد منهم وقتًا يوميًا أو أسبوعيًا، يستقبل فيه الناس ويحاورهم، ويخصص للشباب المندفع وقتاً يحاورهم ويرفق بهم ويرشدهم. وقال الأمير بندر بن عبدالله بن مشاري آل سعود مدير المركز الوطني للمعلومات في وزارة الداخلية: (إن المتتبع لظاهرة الإرهاب يدرك أن الدراسات العلمية في مجال استخدام الإنترنت في مكافحة الإرهاب قليلة جدا، ما يجعلنا نطلق دعوة من خلال هذا الملتقى لدعم الباحثين واستشراف المستقبل في هذا المجال، من قبل المهتمين في المجالين الأمني والبحثي، ليكون القرار تبعًا لذلك مبنيًا على أسس علمية ومهنية). من جانبه، أشار ريتشارد باريت رئيس فريق الأممالمتحدة المعني بمكافحة الإرهاب إلى أن العالم يحتاج لرسالة موحدة من الجامعات، والمراكز العلمية لمكافحة الإرهاب، مؤكدا أن مواجهة الفكر الإرهابي يجب أن تكون بصورة أكثر عقلانية، واختيار الأشخاص المناسبين لتقديم هذا الأمر، خصوصا أن هناك أكثر من ملياري شخص حول العالم يستخدمون الإنترنت ولا بد من مخاطبتهم وتوعيتهم بمخاطر الإرهاب.وهذا يؤكد ضرورة مراجعة خطبة الجمعة ودورها الكبير في مواجهة العنف والإرهاب والتطرف. ----------------- بيان الحكم الشرعي للجرائم الإرهابية من واجبات تطويب الجمعة بيان الحكم الشرعي لمن يؤوي إرهابيا أو يتستر عليه - بيان الأدلة التي يروّجها مفكرو التنظيمات المتطرفة والتفسير الصحيح لتلك الأدلة 0 - تربية طلبة الشريعة الاسلامية على احترام العلماء وربطهم بالثقاة ممن يتصفون بالعلم والتقوى - مناقشة الأفكار التي يطرحها منظرو الفكر المتطرف على المجتمع - توضيح الفوارق بين التدين والتطرف، والتأكيد على أن التدين سمة الأنبياء والصالحين. - بيان توظف بعض الجماعات المتطرفة استخدام التكنولوجيا للتأثير في الايديولوجيا ، ولعل الانترنت هي أكثر وسائل التكنوجيا توظيفا في التأثير على الأفكار والمعتقدات. ونشر فتاواها ومنشوراتها عبر الشبكة الإلكترونية العالمية مع قدرة تكنولوجية فائقة على الانتقال من موقع إلى آخر إذا هوجم أي موقع لهم. وفي ظل هذه الحرب الإلكترونية مع التطرف والانحراف الفكري فانه لابد من إعداد جيل من الدعاة والأئمة والخطباء المتخصصين في التعامل مع الانترنت بسرعة وحرفية فائقة مع التمتع بقدرة على التفنيد الفكري والرد على الشبهات. ------------------- مقترحات عامة لتفعيل خطبة الجمعة إعلاميا • نشر الخطبة إعلاميًا عن طريق النت – ومواقع الاتصال الاجتماعي (اليوتيوب – الفيس بوك – التويتر). • نقل الخطبة إلى موضوع مقالي ونشره في الصحف والمجلات. • التواصل مع الإعلاميين في منطقته أو محافظته والحرص على العلاقة بهم. • تقديم حسن الظن بالصحفيين والإعلاميين والبعد عن إقامة حاجز بينه وبينهم فالنفوس جبلت على حب من أحسن إليها. • توحيد موضوع الخطبة لكي يتم التعامل معها من جميع أفراد المجتمع. • حرص الخطيب على الحضور الإعلامي وخاصة عندما يدعو إلى ذلك. • الاهتمام بطرح المواضيع التي تهم الناس بأسلوب مناسب. • التثبت مما يقوله الخطيب وعدم التسرع في الحكم على الناس. • عدم استغلال المنابر لسبّ الناس أو الهيئات أو تجريحهم. • الحرص على التعامل القرآني والنبوي : أرأيت – ما بال أقوام. • تواضع الخطيب والبعد عن الكبر والتعالي. • الاهتمام بإعداد الخطبة وأن تكون مبنية على الدليل والحجة والإقناع والعاطفة. • التواصل مع أهل حيّه جميعًا خاصة الوجهاء والمؤثرين منهم. • إقامة دورات وورش عمل مشتركة بين الخطباء ورجال الإعلام في فرع الوزارة. وطرح كل من الدكتور عدنان حسن باحارث والدكتور هانى بن احمد عبدالشكور إمام وخطيب جامع جليلة الحارثى بمكةالمكرمة ورقتي عمل بعنوان رؤية حول تفعيل أثر خطبة الجمعة فى الواقع. و كيفية تفعيل خطبة الجمعة إعلامياً.. ثم فتح باب المناقشات الذى شارك فيه الحضور من الدعاة وأئمة وخطباء المساجد ومسؤولو الوزارة وعدد من الإعلاميين.