وقعت فرنساولبنان يوم أمس الثلاثاء اتفاقا تموله السعودية قيمته ثلاثة مليارات دولار لتوريد أسلحة وعتاد عسكري فرنسي للجيش اللبناني لمساعدته في محاربة الجهاديين الذين يهاجمون من سوريا. والجيش اللبناني ضمن عدد قليل من المؤسسات التي لا تهيمن عليها الانقسامات الطائفية التي يعاني منها البلد الصغير لكنه لا يملك موارد تذكر للتصدي للاضطراب على حدوده ويسعى لتحديث معداته العسكرية. وترغب السعودية في المساعدة في تعزيز قوات الأمن اللبنانية في مواجهة التهديدات من الجهاديين وأيضا من جماعة حزب الله الشيعية التي تتمتع بنفوذ قوي. وحضر مسؤولون من فرنساولبنان والسعودية مراسم التوقيع يوم الثلاثاء في العاصمة السعودية الرياض. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في بيان "أرحب بتوقيع العقد لمساعدة الجيش اللبناني. "هذا العقد الذي تموله منحة سعودية سيساهم في تقوية الجيش اللبناني الذي يضمن وحدة واستقرار لبنان." ولم يذكر مزيدا من التفاصيل. ومن المقرر أن تعلن وزارة الدفاع الفرنسية تفاصيل العقد يوم الأربعاء. كان وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان قال للبرلمان في الثامن من أكتوبر تشرين الأول إن الصفقة تشمل عتادا بريا وجويا وبحريا. وكان جهاديون قد هاجموا بلدة عرسال الحدودية اللبنانية واستولوا عليها لفترة قصيرة في أغسطس اب. وكثف الجيش اللبناني منذ ذلك الحين جهوده لمنع المقاتلين من العبور من سوريا إلى لبنان. وقال فابيوس "ستساهم هذه الصفقة في ضمان مهمة الجيش للدفاع عن أراضيه ومحاربة الإرهاب في وقت يواجه فيها لبنان تهديدات." وشهد لبنان اشتباكات بين مسلحين موالين لطرفي الصراع في سوريا وأيضا هجمات شنها متشددون على الجيش وهجمات عبر الحدود نفذها مسلحون سوريون. وقدمت السعودية بالفعل مساعدات عسكرية للجيش اللبناني بمليار دولار. وشاركت المملكة في الآونة الأخيرة في الضربات الجوية التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد جماعة الدولة الإسلامية في سوريا. وتحسنت العلاقات بين فرنسا والسعودية كثيرا خلال العامين الماضيين. وتتفق وجهتا نظر البلدين بشأن الصراع السوري حيث يصران على ضرورة تنحي الرئيس بشار الأسد كما ساعد الموقف الفرنسي الصارم في المحادثات النووية بين إيران - المنافس الاقليمي الرئيسي للمملكة - والقوى العالمية في ظهور باريس بمظهر المدافع الرئيسي عن المصالح السعودية على مائدة التفاوض.