في ظل تنامي تهديدات الجماعات الإسلامية لفرنسا بسبب تدخلها العسكري في مالي منذ 11 كانون الثاني (يناير) الماضي، والذي دحر مقاتليهم عن كبرى مدن شمال البلاد، خطف مسلحون، للمرة الأولى منذ بدء هذا التدخل، سبعة سياح فرنسيين من عائلة واحدة، بينهم 4 اطفال، من محمية للحيوانات بمنطقة دادانغا اقصى شمال الكاميرون المحاذي للحدود مع نيجيريا. وأعلنت ياوندي ان الرهائن عبروا الحدود مع خاطفيهم «ما يزيد الشكوك في وقوف جماعة بوكو حرام النيجيرية خلف العملية». وأكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من اثينا ان مواطنيه «خطفتهم جماعة ارهابية نعرفها تتمركز في نيجيريا»، متعهداً بذل كل الجهود للعثور عليهم والحيلولة دون احتجازهم في هذا البلد. أما وزارة الخارجية الفرنسية فدعت رعاياها الى مغادرة اقصى شمال الكاميرون «في أسرع وقت، والتوجه الى مكان آمن»، علماً ان هذا الحادث رفع الى 15 عدد الرهائن الفرنسيين في الخارج، وجميعهم في افريقيا، بينهم 6 على الاقل في يدي تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي». ولم تتبن «بوكو حرام» التي حصدت هجماتها مئات من القتلى في شمال نيجيريا ووسطها منذ العام 2009، أي عملية خطف حتى الآن، لكن يشتبه في ان «جماعة الانصار» التي تبنت الاثنين خطف سبعة موظفين اجانب يعملون لحساب شركة لبنانية شمال نيجيريا، فرع ل «بوكو حرام» المرتبطة ب «القاعدة». وفي كانون الاول (ديسمبر) 2012، بررت «الانصار» خطفها فرنسياً آخر يدعى فرانسيس كولومب بدعم باريس التدخل العسكري في مالي. ويساور حكومات غربية القلق من احتمال اندماج «بوكو حرام» مع جماعات في دول أخرى بالمنطقة تفتقد حدودها الحراسة الكافية، خصوصاً «القاعدة»، في ظل الصراع الدائر في مالي المجاورة. وكان لافتاً ان الكاميرون شهدت اول حادث خطف لسياح غربيين، رغم ان عمليات احتجاز الرهائن تكثر على سواحلها، وآخرها في 8 الشهر الجاري. لكن عناصر من «بوكو حرام» شوهدت اخيراَ في مناطقها الشمالية، على غرار عاصمتها الاقتصادية دوالا (جنوب). وبدا جلياً ان عملية الخطف احدثت صدمة في الكاميرون. وأكدت النيجيرية ماري جيزيل اليما ان بلدها كان ينعم بسلام ولم يواجه صراعات أو يرتبط بعلاقات مع ارهابيين. أما الفرنسية كورالين موليني التي تعيش وتعمل في دوالا فقالت: «اعتقدنا بأننا بعيدون عن الجماعات الإسلامية، وان وجودها ينحصر في الشمال، لكننا ادركنا الآن انها حاضرة بقوة». ويعيش حوالى 6200 فرنسي في الكاميرون التي تحتضن فروعاً لمئة شركة و200 مؤسسة يملكها فرنسيون في مجالات مختلفة، مثل استخراج النفط واستغلال الغابات وانتاج السكر والمطاعم ومصانع الاسمنت وخدمات الهاتف الخليوي والتكنولوجيا. وفي باريس أعلن وزير الدفاع جان - ايف لو دريان مقتل 25 مسلحاً اسلامياً خلال اسبوع. واوضح في بيان القاه في الجمعية الوطنية (البرلمان) ان «25 ارهابياً لقوا مصرعهم اثناء المواجهات التي وقعت في شمال مالي»، في حين تحدثت رئاسة هيئة الاركان أول من أمس عن «اكثر من عشرين». ولم يوضح لو دريان ما اذا كانت المجموعات المسلحة تركت جثث قتلاها في ارض الميدان وما اذا كان الجيش الفرنسي قد سحبها. واقر الوزير «نعرف انه من اجل الذهاب حتى النهاية، يتعين ان نهاجم هذا المكان وهذا الجزء الصعب من الاراضي المالية»، اي سلسلة جبال ايفوقاس (شمال شرق) حيث قتل الجندي الفرنسي. وشن قرابة 150 جنديا فرنسيا وماليا الاثنين عملية في ايفوقاس. واثر هجوم شنه ثلاثون مقاتلاً اسلامياً، قتل احد الجنود الفرنسيين. وكانت وزارة الدفاع اعلنت ان «دورية من طائرتي ميراج في مهمة دعم لصالح القوات الميدانية في المنطقة، تدخلت ودمرت مربضين لرشاشات ثقيلة». من جهة اخرى، اوضحت وزارة الدفاع على موقعها الالكتروني انه «تم تدمير مستودعي ذخيرة مهمين بواسطة ضربتين جويتين في هذا القطاع».