طرح خبراء ومختصون في سوق الأسهم السعودية 5 عوامل خارجية وداخلية أدت إلى خسارة مؤشر الأسهم السعودية أمس 700 نقطة، رغم توافقهم على النظرة التفاؤلية للسوق خلال المرحلة المقبلة. وبحسب تقرير "مكة أون لاين"، أشاروا إلى أن التراجع يعزى إلى هبوط أسعار النفط والانخفاضات التي شهدتها البورصات العالمية، إضافة إلى الأحداث والاضطرابات السياسية التي تشهدها المنطقة خاصة في العراقوسوريا واليمن، وهو ما أطلق موجة بيع واسعة طالت أسواق الخليج وفي مقدمتها السعودية. ولامس خام القياس العالمي مزيج برنت أدنى مستوياته منذ ديسمبر 2010 عند 88.11 دولارا للبرميل رغم تعافيه إلى 90.21 دولارا بنهاية تعاملات الجمعة الماضية وهبط برنت نحو 25 دولارا منذ يونيو الماضي. وتلقت الأسواق العالمية ضربة شديدة الجمعة الماضية مع هروب المستثمرين إلى السندات الحكومية التي تشكل ملاذا آمنا بعد سلسلة من البيانات الضعيفة من أوروبا والصين مصحوبة بمخاوف بشأن خطط مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي لتقليص التحفيز النقدي. تراجع النفط ------------ وقال مدير إدارة الأبحاث والمشورة بشركة البلاد للاستثمار تركي فدعق ل «مكه» إن هناك عددا من الأسباب الخارجية أبرزها تراجع أسعار النفط الأسبوع الماضي لأقل مستوياتها منذ أكثر من عامين، والانخفاض الحاد الذي لحق بمؤشرات الأسهم الأمريكية نهاية الأسبوع الماضي وما تبعه من افتتاح أسواق الخليج أمس على انخفاض كبير، حيث بلغ في بورصة دبي على سبيل المثال نحو 6.5% إضافة إلى تراجع النمو الاقتصادي الأوروبي بمعدل أكبر من المتوقع وتخفيض التصنيف السيادي لفرنسا مؤخرا وصدور بيانات من الصين أمس أشارت إلى انخفاض معدل نمو الطلب على السلع والمنتجات. اكتتاب الأهلي -------------- أما العوامل الداخلية فأشار فدعق إلى أنها تتمثل في قرب اكتتاب البنك الأهلي الذي سينطلق بعد أسبوع والذي دفع إلى الضغط على السوق وجني أرباح كون المكتتبين من الأفراد مضطرون لتسييل أسهمهم، إضافة إلى استمرار السوق ثلاثة أشهر الماضية في أعلى مستوياته دون أن يمر بمرحلة جني أرباح. ومع ذلك توقع فدعق أن يستقر السوق مع توالي إعلان نتائج الربع الثالث وأن يتخذ المؤشر مسارا أفقيا إلى أن ينتهي موسم النتائج بعد 28 أكتوبر، مستبعدا تأثر القطاعات الأخرى جراء الهبوط في السوق. إجازة العيد ------------- وقال عضو الاقتصاد السعودي عبدالحميد العمري إن الخسارة التي مني بها السوق السعودي أمس والبالغة 700 نقطة كان من المفترض أن تتوزع على 10 جلسات إلا أن توقفه خلال إجازة الأضحى عجل بذلك، لذا فإن تعاملات أمس جاءت رد فعل لتدهور استمر أسبوعا كاملا في المعنويات العالمية، مبينا أن السوق صعد الفترة الماضية إلى ضعف الهبوط الذي شهده حيث سجل مكاسب قاربت 1500 نقطة. ولفت إلى أن أي نزول يعد فرصه لمن فاته الصعود من نهاية يوليو عندما أعلنت هيئة السوق عن بدء إجراءات دخول المستثمر الأجنبي، مبينا أن القوة الدافعة لا تزال موجودة داخل السوق. ويرى العمري أن الشائعات تلعب دورها في الأسهم، وعند التأكد من عدم مصداقيتها سيصعد مرة أخرى، متوقعا أن تكون أرباح الربع الثالث فوق 33 مليار ريال، مما يؤكد أن الأمور تفاؤلية ومشجعة للمستثمر الذكي الذي يشتري خلال فترة الهبوط وبداية الصعود. الاضطراب السياسي ----------------------- وعزى عضو جمعية الاقتصاد السعودية محمد فهد العمران التراجع إلى المتغيرات السياسية والتمدد الحاصل للجماعات المتطرفة في سورياوالعراق، ودخول اليمن في حالة من عدم الاستقرار وسيطرة الحوثيين على مفاصل مهمة في الدولة اليمينة، مبينا أن هذه الاضطرابات أوجدت حالة من الخوف والهلع وأثرت في قرارات المتداولين. وأوضح أن استئناف التداول في السوق بعد توقف 9 أيام، والتي شهدت تطورات سياسية واقتصادية جعلت المتداولين يلجؤون إلى خيار الهرب لحين وضوح الصورة. إلا أن العمران عاد ليؤكد أن قرب اكتتاب البنك الأهلي والسماح لتداول الأجانب في السوق السعودية سيمثلان عاملين جديرين بإعادة الثقة إلى السوق رغم التقارير العالمية الاقتصادية غير المحفزة. تقرير صندوق النقد ------------------ وأوضحت المحللة المالية ريم أسعد أن صدور تقرير صندوق النقد الدولي الأسبوع الماضي والذي تنبأ بتراجع مرتقب للاقتصادات والنمو العالمي، كان عامل ضغط مهم على الأسواق العالمية ومن بينها السعودية، مشيرة إلى أن السوق الأمريكية على سبيل المثال شهدت هبوطا حادا الجمعة الماضية، حيث تراجع مؤشر داو جونز الصناعي عن مستواه في بداية العام، فيما سجل مؤشرا ستاندرد اند بورز وناسداك أسوأ أداء أسبوعي منذ مايو 2012. ورأت أسعد أن تراجع المؤشر السعودي بهذا المعدل يعدّ أمرا طبيعيا وفي سياق جني الأرباح بعد ربعين من الصعود المستمر وتضحم أسعار كثير من الشركات.