قال مسؤولون أمريكيون يوم الخميس إن المملكة العربية السعودية وافقت على استضافة معسكرات تدريب لمقاتلي المعارضة السورية المعتدلين في اطار استراتيجية موسعة للرئيس الامريكي باراك أوباما لقتال متشددي الدولة الإسلامية الذين استولوا على اجزاء من سورياوالعراق. وبحسب تقرير "رويترز"، تعبر موافقة السعودية فيما يبدو عن مدى قلق المملكة من التهديد الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية للمنطقة. وأعلن أوباما أنه أجاز تكثيف الضربات الجوية الأمريكية في العراق وسيوسع للمرة الأولى الهجوم الجوي إلى سوريا حيث تعهد أيضا بزيادة الدعم لمقاتلي المعارضة المعتدلين الذين يقاتلون للاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. وقال مسؤول أمريكي كبير للصحفيين "ما لدينا الان هو تعهد من المملكة العربية السعودية...بأن تكون شريكا كاملا معنا في ذلك الجهد بما في ذلك استضافة ذلك البرنامج التدريبي." وظهر القرار السعودي بعدما تحدث أوباما هاتفيا يوم الاربعاء مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز. وقال البيت الأبيض "اتفق الزعيمان على ضرورة وجود معارضة سورية اكثر قوة للتصدي لمتطرفين مثل تنظيم (الدولة الإسلامية) وأيضا لنظام الأسد الذي فقد كل شرعيته." وتريد إدارة أوباما أن يكون لمقاتلي المعارضة السورية دور في القتال ضد قوات تنظيم الدولة الإسلامية الاكثر قوة داخل سوريا. ورفض المسؤولون الأمريكيون تحديد الموقع الذي سيتدرب فيه مقاتلو المعارضة السورية في السعودية. وفي شرح لما سيطلبه كيري من الشركاء الاقليميين خلال اجتماع للقوى العربية وتركيا يعقد في جدة اليوم الخميس قال مسؤول كبير في الخارجية الامريكية "قد نحتاج الى تمركز وحقوق طيران أكبر... سيعقد اجتماع قريبا لوزراء الدفاع للاتفاق على هذه التفاصيل." وسماح دول المنطقة بحرية طيران أكبر سيزيد قدرة الطائرات الأمريكية على مهاجمة أسلحة مضادة للطائرات يستخدمها مقاتلو الدولة الإسلامية في كل من العراقوسوريا كما سيسمح بفرض منطقة حظر جوي إذا لزم الأمر. وحظرت السعودية أغنى الدول العربية السنية هذا العام الدولة الاسلامية كمنظمة متطرفة لكنها قلقة من أن يؤدي التركيز على التنظيم الى تشتيت الانتباه عن ما ترى المملكة أنه خطر أكبر على المنطقة وهو إيران الشيعية. وتحث المملكة المحافظة منذ فترة طويلة الولاياتالمتحدة على القيام بدور أكبر لدعم جماعات المعارضة السورية المعتدلة التي ترى فيها الأمل الأكبر للتعامل مع الدولة الاسلامية وأيضا الطموحات الاقليمية لطهران. وقال أوباما في خطاب ألقاه الليلة الماضية إنه سيجيز للمرة الأولى شن ضربات جوية في سوريا وشن المزيد من الهجمات في العراق في تصعيد واسع لحملته ضد تنظيم الدولة الإسلامية. كما تعهد اوباما بزيادة الدعم لجماعات المعارضة السورية المعتدلة التي تقاتل للاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. وخلال زيارته للعراق أيد وزير الخارجية الامريكي يوم الأربعاء خطط رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لاصلاح علاقات بغداد مع السنة والاكراد وقال إن العراق شريك في الحرب ضد مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية. وقال كيري الذي يزور الشرق الاوسط لحشد الدعم العسكري والسياسي والمالي للتصدي لمقاتلي التنظيم المتشدد "كلنا مهتمون بدعم الحكومة الجديدة في العراق." وأضاف أن "حكومة عراقية جديدة لا تقصي أحدا يجب أن تكون المحرك لاستراتيجيتنا العالمية ضد تنظيم الدولة الاسلامية. وافق البرلمان العراقي الآن على حكومة جديدة بزعماء جدد وبتمثيل لكل الطوائف العراقية.. انه انطلاق بكل قوة للامام." ووصل كيري الى جدة يوم الخميس طلبا لتأييد عدد من المبادرات التي تأمل واشنطن أن تضعف المتشددين. وقال مسؤول رفيع في الخارجية الامريكية للصحفيين المسافرين مع كيري إن المبادرات تشمل جهودا لوقف تدفق الأموال على تنظيم الدولة الاسلامية بشن حملة على تهريب النفط ووقف التبرعات التي يقدمها الأفراد. وذكر المسؤول أنه خلال محادثاته مع وزراء خارجية دول سنية سيطلب كيري أيضا من السعودية ودول خليجية اخرى مساعدات اخرى منها حق الطيران واستخدام منافذ اعلامية مثل قنوات اخبارية اقليمية على الاخص الجزيرة والعربية لنشر رسائل مناهضة للتطرف. وقال المسؤول للصحفيين شريطة عدم الكشف عن هويته "هذه الوسائل الاعلامية الرئيسية لها دور كبير في المنطقة لكن يجب الوصول الى رجال الدين لأن رجال الدين موجودون في المساجد في الاحياء وعليهم أن يفضحوا الدولة الاسلامية في العراق والشام لما فعلته" مستخدما الاسم القديم للدولة الاسلامية. ويقول مسؤولون أمريكيون إن دور السعودية محوري بسبب وضعها الاقليمي ونفوذها بين السنة العرب. وقال البيت الابيض انه سيستهدف "قيادات" الدولة الإسلامية "وقدراتها اللوجستية وقدراتها على القيام بعمليات" وسيحاول "حرمانها من ملاذات وموارد للتخطيط لهجمات والاعداد لها وتنفيذها." وفي تحرك مهم قد يساعد في حشد دول الخليج العربية وراء التحالف الذي ستقوده الولاياتالمتحدة قال مسؤولون أمريكيون بارزون إن السعودية ستستضيف داخل أراضيها بعثة أمريكية لتدريب مقاتلي المعارضة السورية. وتعتمد البعثة على موافقة الكونجرس الأمريكي على تخصيص 500 مليون دولار لتدريب وتسليح مقاتلي المعارضة السورية. ومن المقرر أن ينظر الكونجرس في الأمر الاسبوع القادم قبل عطلة المجلس للاستعداد لحملة انتخابات الرابع من نوفمبر تشرين الثاني.