قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لزعيم المعارضة السورية احمد الجربا يوم الجمعة إن المعارضة المعتدلة التي يقودها سيكون لها دور مهم في صد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الذي يقاتل في كل من سوريا والعراق. ويزور كيري الشرق الأوسط لحث زعماء المنطقة على التصدي للتهديد الذي يمثله الإسلاميون المتشددون في الصراعين وهي مهمة اكتسبت مزيدا من الأهمية بسبب الوضع في العراق حيث سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على عدة مدن وبلدات. وقال كيري للجربا في اجتماع بمطار جدة في مستهل زيارة قصيرة للسعودية وفقا ل "رويترز" "لدينا الكثير لنتحدث عنه فيما يتعلق بالمعارضة المعتدلة في سوريا والتي لديها القدرة على أن تكون لاعبا مهما جدا في صد وجود الدولة الإسلامية في العراق والشام." وأضاف كيري قبل اجتماعه مع العاهل السعودي الملك عبد الله "الرئيس الجربا يمثل عشيرة يمتد وجودها الى العراق هو يعرف أناسا هناك وستكون وجهة نظره ووجهة نظر المعارضة السورية مهمة جدا للمضي قدما." واضافت رويترز : كانت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما طلبت من الكونجرس يوم الخميس الموافقة على تخصيص 500 مليون دولار لتدريب جماعات المعارضة السورية المعتدلة وتزويدها بالعتاد في أكبر خطوة حتى الآن من جانب واشنطن لمساندة مقاتلي المعارضة الذين يسعون للاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد. جدير بالذكر أن السعودية هي أكبر داعم للثورة السورية وانتقدت واشنطن بشدة العام الماضي حينما تراجعت عن توجيه ضربات جوية لقوات الأسد بعد هجوم بالغاز السام على دمشق. وقال الجربا لكيري إن تدهور الوضع الأمني يعني أن هناك حاجة الى أن تبذل واشنطن والرياض والدول الأخرى مزيدا من الجهد لمعالجة الموقف في العراق الذي قال إن حدوده مع سوريا الآن "مفتوحة عمليا". وأضاف أن سياسات رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بعد ثماني سنوات في الحكم أدت الى مزيد من الانقسام مشيرا الى أن الوضع الآن خطير جدا. والمالكي الذي ينتمي للمذهب الشيعي حليف وثيق لإيران ويسعى جاهدا للبقاء في السلطة بعد تعرضه لانتقادات إثر التقدم الذي احرزه تنظيم الدولة الإسلامية. وتعلق واشنطن آمالها على تشكيل حكومة جديدة لا تقصي أحدا في بغداد لتقويض المتشددين. وقال كيري في بغداد يوم الاثنين إن المالكي طمأنه بأن البرلمان الجديد الذي انتخب منذ شهرين سيلتزم بمهلة تنتهي في الاول من يوليو تموز لبدء تشكيل حكومة جديدة. واضافت :أن السعودية لا تثق في المالكي لقربه الشديد من ايران وترى أنه منحاز للشيعة على حساب السنة. وفي الأسبوع الماضي حذر مسؤولون سعوديون في رسالة لطهران على ما يبدو الدول الأجنبية من التدخل في شؤون العراق. وتسابق بغداد الزمن في الوقت الذي يعزز فيه مقاتلو المعارضة سيطرتهم على المحافظات السنية كما يحث كيري السعودية على استخدام نفوذها بين السنة في العراق للانضمام الى الحكومة لضمان أن تمثل الجميع. وأمر الملك عبد الله يوم الخميس باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية المملكة من المتشددين. كان كيري التقى الخميس مع وزراء خارجية السعودية والأردن والإمارات لإطلاعهم على الخطط المتصلة بشن ضربات جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية فور تشكيل الحكومة الجديدة في العراق. وتريد الولاياتالمتحدة من هذه الدول بذل مزيد من الجهد لوقف التمويل الذي يقدمه أفرادٌ لتنظيم الدولة الإسلامية.