تقف الموظفة السعودية العاملة في قطاع العلاقات العامة على مفترق طرق، فالمجال جديد نسبياً والمخرجات ما زالت خجولة. وتحاول السعودية الداخلة في المجال إبراز قدراتها في ظل منافسة شرسة مع الأجنبيات المحترفات في المهنة، ولم تدخل المواطنة بعدُ معتركَ القطاع الخاص كونها تفضل العمل في الجهات الحكومية والخيرية. جاء ذلك بحسب تقرير نشرته "الاقتصادية" جاء نصه: يستخدم في السعودية 10 في المائة فقط من مسؤولات أقسام العلاقات العامة والإعلام في المؤسسات الحكومية والقطاعات الخيرية التقنيات الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي في ممارسة أعمالهن والتواصل مع الجماهير المستهدفة من السيدات، في حين ما زال 90 في المائة من الإدارة النسائية يستخدمن الفاكس والتليفون لممارسة عملهن رغم وجود وسائل اتصال حديثة. واتفق خبراء في مجال الإعلام والعلاقات العامة في حديثهم ل الاقتصادية، على ضعف أداء أغلبية أقسام العلاقات العامة في المؤسسات الحكومية رغم أهميتها، حيث ما زالت بعيدة عن دائرة صنع القرار، خاصة الأقسام النسائية. وقال الدكتور محمد الحيزان رئيس الجمعية السعودية للعلاقات العامة والإعلان إن أقسام العلاقات العامة النسائية تحديدا ما زالت تعاني حالة التهميش في معظم المؤسسات الحكومية وغيرها، من خلال إسناد مهامها إلى إدارات وأقسام أخرى أهمها الشؤون الإدارية، بالإضافة إلى استغلال إمكاناتهن في أعمال ليست من اختصاصهن؛ كالاستقبال والتوديع وغيرهما، حتى إن بعض القيادات العليا في بعض المؤسسات تُوكل لهن مهام تجهيز الضيافة والقاعات وما شابه ذلك، مبينا أنه على الرغم من وجود وسائل اتصال حديثة إلا أن موظفات العلاقات لا يزلن يستخدمن الخطابات والتليفون لممارسة عملهن. ونبه الدكتور حمد الموسى أستاذ الإعلام ووكيل كلية الدراسات العليا والبحث العلمي في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، إلى عدم وجود خطط واضحة تمارس من خلالها مسؤولات العلاقات العامة مهمتهن فضلا عن عدم تحديد ميزانية خاصة لهذه الأقسام، وافتقارهن إلى خطط للتعامل مع الأزمات في ضوء انتشار التقنية الحديثة التي سهلت نقل المعلومات وتداولها، ما يعرض أي مؤسسة لانتقاد أو نشر أخبار تسيء إليها، معتبرا أن ذلك يتطلب وجود صوت واحد لهذه المؤسسات عبر أقسام الإعلام والعلاقات العامة. ونوه الموسى إلى ضعف تأهيل معظم العاملات في تلك الأقسام، خاصة في الجوانب والمهارات الإعلامية، حيث ما زالت تفضل العاملات في أقسام العلاقات العامة في السعودية الانزواء عن الإعلام أو التعامل معه على الرغم من أهمية ذلك في عملهن، فضلا عن أن الوظيفة الإعلامية جزء لا يتجزأ من وظائف العلاقات العامة. من جانبها قالت رانيا الشريف أكاديمية سعودية متخصصة في الإعلام، إنه بظهور التقنية تحول العالم تحولاً جذرياً في تقديم جميع الخدمات الميسرة لسبل الحياة، التي تجعل الفرد حاضراً في كل وقت وفي كل مكان، إضافة إلى سهولة تواصله مع أبناء جلدته وتفاعله معهم تفاعلاً إيجابيا. لهذا كان من المفترض أن تتجه أقسام العلاقات العامة، وخاصة الإدارة النسائية، تجاه تلك التقنية والاستفادة من الخدمات التي تقدمها والتي يمكن أن تيسر لها أداء مهامها بكفاءة وجودة عالية، مبينة أن 90 في المائة من هذه الأقسام لا توظف التقنية في عملها وما زالت تستخدم الفاكس في التواصل مع الجمهور المستهدف. وأضافت الشريف، أنه حتى الأقسام أو المؤسسات التي خصصت لها صفحات تواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية، لم تحقق الهدف منها، كونها أصبحت إجراء شكليا لا يتفاعل مع أسئلة واستفسارات الزائرين كما هو الحال في الصفحات المخصصة لبعض الجامعات السعودية في ''توتير''. من جانبها أشارت سلمى المطيري المحاضرة في قسم الإعلام في جامعة الملك سعود بالرياض على هامش ''الورشة الأولى لمسؤولات العلاقات العامة التي نظمها الفرع النسائي في غرفة الرياض بالتعاون مع الجمعية السعودية للعلاقات العامة والإعلان'' وبحضور 200 من القيادات النسائية والأكاديميات، إلى ضعف توظيف المسؤولات عن أقسام العلاقات العامة ل ''المعارض والمؤتمرات'' لخدمة المؤسسات التي يعملن بها، التي قد تكون ذات مردود مادي كبير فضلا عن دورها في التعريف بالمنشأة وأهدافها وتعزيز التواصل مع جماهيرها