نشرت "الجزيرة.نت " تقريرا أعده عمر الزواوي جاء نصه: أشعل فيديو مسرب للقيادي بالجبهة السلفية وحزب النور المصري ياسر برهامي جدلا إزاء توقيت التخطيط للانقلاب على الرئيس المعزول محمد مرسي وهوية المشاركين فيه. فقد تضمن الفيديو ما يفيد بوجود تفاهمات بين برهامي والفريق أول عبد الفتاح السيسي حين كان رئيسا للمخابرات الحربية, قبل إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها محمد مرسي بالرئاسة. وتأتي خطورة الشريط من كونه يثبت أن السلفيين الذين شاركوا في تغطية الانقلاب على مرسي عبر دعمهم لإعلان وزير الدفاع السيسي تعليق العمل بالدستور وتنحية مرسي, كانوا على تفاهم مع العسكر حتى قبل وصول مرسي إلى الحكم كممثل لحزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين. وبينما يرى أنصار مرسي وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين أن الفيديو يكشف أن الانقلاب على مرسي بدأ حتى قبل إعلان فوزه بالرئاسة, يقول أعضاء من الجبهة السلفية وحزب النور السلفي إن الفيديو حقيقي ويكشف عن تبنيهما مبادرة مع الجيش لحقن دماء المصريين قبل إعلان الفائز في انتخابات الرئاسة وبعلم من قيادات بجماعة الإخوان المسلمين. شروط للعلاقة --------------- ووفقا للفيديو يقول ياسر برهامي إن الاتفاق نص على أن يقدم الإخوان تعهدات بتوجيه تطمينات قوية لكافة مؤسسات الدولة بكافة أطيافها "الدولة العميقة" تضمن استقلالها إذا فاز مرسي بالرئاسة، إضافة إلى التعهد بعدم المساس بمؤسسات الحكم القديمة مع وضع شروط للعلاقة بين الرئيس والمؤسسة العسكرية. كما نص الاتفاق أيضا على أنه في حالة عدم التزام الإخوان ببنوده أن ينزل الناس في الشارع ويتظاهروا ضد الرئيس حتى عزله. يقول القيادي بالجبهة السلفية وعضو الهيئة العليا بحزب النور صلاح عبد المعبود إن المبادرة قدمتها الجبهة السلفية إلى المجلس العسكري الذي كان حاكما للبلاد قبل انتخاب مرسي وبالتحديد قبل إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية بهدف حقن دماء المصريين خاصة مع تهديدات المرشح الرئاسي السابق أحمد شفيق بفض التحرير خلال 15 دقيقة إذا وصل لسدة الحكم وما أعلنه بعض أنصار مرسي من الإخوان من تهديدات إذا سقط مرسي في انتخابات الرئاسة. ويوضح عبد المعبود أنه تم صياغة المبادرة في بنود في الاجتماع الذي عقد مع السيسي وقامت الجبهة بإعطاء نسخة منها لخيرت الشاطر نائب المرشد العام للإخوان المسلمين لإطلاع مكتب الإرشاد عليها والرد على مضمونها. ويضيف عبد المعبود أنه بعد مرور ثلاثة أيام من تسليم المبادرة للشاطر وعدم رده عليها قامت الجبهة بالاتصال به مرة أخرى لمعرفة موقف الإخوان منها، لكنه قال نصا "خلاص إحنا خلصنا كل حاجة مع الجيش". ووفقا لفيديو برهامي المسرب "يقضي الاتفاق أن يوقع عليه مجلس القضاء الأعلى والمجلس العسكري والدعوة السلفية والمخابرات العامة ويلزم الإخوان المسلمون بالتوقيع عليه والالتزام به في مقابل الإعلان عن نتيجة الانتخابات". اجتهد --------- ويرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي جمال سلطان أنه بصرف النظر عن مضمون الفيديو فإن الجبهة السلفية وحزب النور اجتهدا سياسيا في تلك المبادرة بهدف حقن الدماء من وجهة نظر قياداته وهي ترى أن المسار على الأرض يتجه ناحية الحسم بين مرشحين مدني وعسكري ومن ثم يجب الابتعاد عن تخوينهما وتوحيد الجهود في مقاومة الانقلاب بدلا من الانشغال بالتخوين وتبادل الاتهامات. من جانبه يقول مدير تحرير صحيفة الحرية والعدالة علاء البحار إن الفيديو المسرب يكشف أن التخطيط للانقلاب بدأ قبل إعلان فوز الرئيس مرسي بالرئاسة بعدما تأكد العسكر من نتيجة الانتخابات وأن الرئيس القادم سيصبح مدنيا وهو ما لا يرغبون فيه. ومن هنا جاءت الاستعانة بحزب النور والجبهة السلفية لدعم الانقلاب على الرئيس وعلى الإخوان ومن ثم فهم شركاء فاعلون فيه منذ عقدوا الاجتماع مع رئيس المخابرات الحربية. أما الخبير الإستراتيجي اللواء عبد الحميد عمران فيرى أن الفيديو المسرب يعطي دلالة واضحة على أن الفصائل المختلفة السياسية والدينية تعقد اتفاقيات تكفل تحقيق مصلحتها بعيدا عن مصلحة الدولة والمواطنين. ويضيف أن الفيديو يشير إلى أن النية كانت مبيته للانقلاب على الرئيس المدني بمساعدة حزب النور الذي يعد مشاركا في الانقلاب وهو ما يتضح الآن من مواقفه من لجنة الدستور وعدم الاعتراض على كثير مما يحدث فيها. رابط الفيديو: http://bcove.me/nvwnckb9