استنكرت وزارة الخارجية الإيرانية مساء الاثنين مقتل أربعة من المصريين الشيعة بالقرب من القاهرة، معتبرة أن هذا الفعل يمثل 'تطرفا' يخالف تعاليم الإسلام، وذلك في أحدث ردود الفعل التي أجمعت على استنكار الحادث. وجاء في بيان لوزارة الخارجية أن 'إيران تدين أي عمل من أعمال التطرف والعنف يخالف الإسلام وتعاليمه'، مشيرا إلى ثقة إيران بأن الأمة المصرية 'العاقلة والثورية' ستواجه مؤامرات تهدف إلى بث الفرقة بين مختلف المذاهب الإسلامية. وكانت تحقيقات النيابة في مصر قد كشفت ملابسات مقتل أربعة من الشيعة، بينهم القيادي الشيعي حسن شحاتة، في هجوم على منزل الأحد الماضي بقرية زاوية أبو مسلم في الجيزة، حيث أكد شهود عيان أن أعدادا كبيرة هاجمت تجمعا لعشرات الشيعة داخل منزل أحدهم خلال زيارة شحاتة للقرية في إطار احتفالات منتصف شهر شعبان. وأضاف شهود عيان أن الأهالي سحلوا القتلى في شوارع القرية قبل أن تصل قوات الأمن التي فرضت طوقا أمنيا على المكان، كما أكد مصدر أمني تحديد هويات بعض المتسببين في الحادث، وأن ضباط البحث الجنائي بالإدارة العامة لمباحث الجيزة يجرون التحريات على المذكورين لضبطهم. ومن جهته، قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية في بيان أمس إن رئاسة الجمهورية تدين بشدة الحادثة التي وصفها بالمؤسفة، وقال إن رئاسة الجمهورية تؤكد أنها 'تتنافى تماماً مع روح التسامح والاحترام التي يتميز بها الشعب المصري المشهود له بالوسطية والاعتدال'. كما أدان رئيس الوزراء المصري هشام قنديل الحادث، معتبراً أن 'هذه الجريمة النكراء تتعارض مع مبادئ وتعاليم كل الشرائع السماوية، وتتناقض مع الطبيعة الدينية السمحة التي ظللت مصر لمئات السنين'. ردود فعل وأجمعت ردود الفعل التي أعلنت أمس من مختلف التيارات السياسية على إدانة الحادث، إذ دعا عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة إلى 'إدانة قتل الشيخ حسن شحاتة وأتباعه، وقبله عضو بالجماعة الإسلامية في الفيوم، وعضو الدعوة السلفية في المحلة الكبرى، بالإضافة إلى شهداء الإخوان ومن سقط من قبل في محمد محمود وماسبيرو ومجلس الوزراء والعباسية'. كما أدان منسق جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة محمد البرادعي قتل الشيعة، ودعا مؤسسات الدولة إلى اتخاذ خطوات حاسمة حيال الحادث. ووصف رئيس حزب المؤتمر عمرو موسى الحادث بالجريمة البشعة، وقال في بيان 'القتل والسحل المذهبي نتيجة لخطاب ديني منفلت وعنصري هو استغلال واضح وسطحي لقضايا مذهبية خطيرة لتحقيق مكاسب سياسية ضيقة'. كما تطرق ممثلون لقوى التيار الإسلامي -اجتمعوا الاثنين لبحث التطورات السياسية في البلاد- إلى حادث مقتل الشيعة وعبروا عن إدانتهم له. ومن جانبه طالب رئيس التيار الشيعي في مصر محمد غنيم بما أسماها حماية دولية للمسلمين الشيعة في البلاد، كما طالب القيادي الشيعي طارق الهاشمي القوات المسلحة بالتدخل العاجل لحمايتهم بمصر محملا الرئيس محمد مرسي المسؤولية كاملة. أما الناشط الشيعي أحمد راسم النفيس فتحدث عما سماها عملية تحريض طائفي ومذهبي بمصر منذ أمد بعيد، محذرا من أن الأمور قد تتطور إلى أبعد من ذلك.