عاشت مصر، الليلة قبل الماضية، ليلة سوداوية، يبدو أنها بروفة عنف» قبل المظاهرات المقررة 30 يونيو الجاري، قُتل فيها أربعة مواطنين «شيعة»، إثر هجوم قرابة 3 آلاف من المحسوبين على جماعات متشددة، على قرية زاوية مسلم، بمركز أبو النمرس، بمحافظة الجيزة، ومحاصرة منزل يسكنه شيعة، وأضرموا فيه النار وسحلوا المتواجدين به، ولولا تدخل قوات الأمن لحدثت كارثة بشعة. ومثل الحادث الذي قتل فيه، القيادي الشيعي حسن شحاتة، بقعة سوداء، تزامنت مع التصعيد السياسي الراهن في البلاد، وساد سخط شعبي، جراء المشاهد التي بثتها مقاطع فيديو، أظهرت بعض المتشددين، وهم يطأون بأقدامهم صدر أحد الضحايا، يرجح أنه الشيخ شحاتة، الذي بدا شبه عارٍ وهو يئن تحت وطأة الاعتداءات. استغلال مذهبي وبينما أدانت الرئاسة المصرية، في بيان لها بعد ظهر أمس، «الجريمة النكراء» متوعدة بملاحقة مرتكبيها، وأكدت: إن الدولة لن تتهاون أبداً مع كل من يحاول العبث بأمن واستقرار البلاد أو النيل من وحدة المجتمع المصري، قال محمد غنيم، رئيس التيار الشيعي في مصر، إن الحادث «مؤسف وصادم، خاصة أنه حدث في يوم ليلة النصف من شعبان، ولكنه لم يكن مفاجئاً، مؤكداً أن القتل والذبح والسحل والحرق يتنافى مع كل التعاليم الدينية» داعياً ل»حماية دولية في ظل عدم قدرة الدولة على حماية مواطنيها»، تعالت صيحات الاستنكار السياسي والشعبي، إذ قال عمرو موسى، رئيس حزب المؤتمر، والقيادي بجبهة الإنقاذ: إن «الجريمة البشعة التي تعرض لها مواطنون مصريون في أبو النمرس تشمئز منها الإنسانية»، مضيفاً «اللهم إنَّا نبرأ إليك مما فعل هؤلاء». وأضاف «موسى»، في بيان له، أمس، وحصلت (اليوم) على نسخة منه، إن «القتل والسحل المذهبي في الهرم نتيجة لخطاب ديني منفلت وعنصري، واستغلال واضح وسطحي لقضايا مذهبية خطيرة لتحقيق مكاسب سياسية ضيقة». وشدد على ضرورة إيجاد صيغة للتعايش والتفاهم، وليس إذكاء نيران الطائفية والمذهبية وتقسيم الشعب، فشل النظام في حماية المصريين. أشار بيان الجيش إلى أن القوات المسلحة ستتعامل مع الموقف وفق ما يقتضيه الحال، كما ان القوات المسلحة ستتعامل آنذاك طبقا لحسابات الموقف، وبما يعمل على منع حدوث أية نتائج كارثية ، من دون التأثر بأية ضغوط داخلية أو خارجية. تسخين عسكري وفيما اتسم الوضع السياسي بالبلاد بالسخونة، عقب بيان وزير الدفاع المصري، الفريق عبد الفتاح السيسي، الأحد، والذي هدد فيه بعدم الصمت تجاه ما يجري، ومنحه مهلة للقوى السياسية لتجاوز الأزمة واعتباره أن الأيام الخمسة الاولى من شهر يوليو المقبل ستكون فاصلة في تاريخ مصر السياسي، وهي الأيام التي تأتى عقب يوم 30 يونيو الجاري من إعلان التظاهر أمام مقر قصر الاتحادية الرئاسي بمصر، للمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. أشار بيان الجيش إلى أن القوات المسلحة ستتعامل مع الموقف وفق ما تفتضيه الحال، كما ان القوات المسلحة ستتعامل آنذاك طبقا لحسابات الموقف، وبما يعمل على منع حدوث اية نتائج كارثية ، من دون التأثر بأية ضغوط داخلية او خارجية. وبينما أكد البيان، على أن نزول قوات الجيش الى الشارع مرهون بتطور فاعليات مظاهرات 30 يونيو بشكل يهدد السلم والأمن العام، لأن الجيش لن ينتظر حتى تنهار الدولة، من دون ان يكرر تجربته السياسية السابقة. اعتبرت مصادر خاصة ل(اليوم) أن جماعة الإخوان، تدرس الرد على البيان، فيما التقى الرئيس مرسي الفريق السيسي لأكثر من 6 ساعات بالقصر الرئاسي، وشوهدت عربات مدرعة وهي تحيط بالقصر، حتى ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية، خاصة من جهة شارع الميرغني، وإبراهيم اللقاني بمصر الجديدة، وهو ما اعتبره شهود عيان بأنه قلق عسكري. اتهامات واستنكار وتصاعدت ردود الأفعال الداخلية، على بيان السيسي، الذي ترددت شائعة قبل يومين، بترقيته إلى رتبة المشير، ولكن هذا لم يحدث، إذ بينما التزمت جماعة الإخوان، الصمت التام طيلة الساعات الماضية، انتقد حازم صلاح أبو اسماعيل مؤسس حزب الراية، والمحسوب على التيارات الإسلامية، تصريحات الفريق أول عبد الفتاح السيسي ووصفها ب»العربدة البالغة والاعتداء الصارخ»، من جهته، استنكر نبيل نعيم، رئيس تنظيم الجهاد في مصر سابقا، رد أبو إسماعيل ووصفه بأنه «صوت نشاز لن يُسمع له». إنذار أخير في ذات السياق، قال خبراء عسكريون: إن الجيش وضع الكرة في ملعب الرئيس محمد مرسي بتصريحاته التي دعا فيها الأطراف السياسية المتناحرة إلى ضرورة التوافق قبل مظاهرات مرتقبة للمعارضة في 30 يونيو الجاري. وبينما اعتبر الخبير العسكري سامح أبو هشيمة «أداء مرسي واستجابته للمطالب الشعبية في 30 يونيو، هي التي ستحدد مدى تدخل الجيش في الأحداث». قال سامح سيف اليزل الخبير العسكري ورئيس مركز الجمهورية للدراسات والأبحاث السياسية والأمنية: إن تصريح وزير الدفاع «جاء بعد أن وصلت الحالة السياسية لمرحلة خطيرة وهو من مكانه ودوره الوطني والتاريخي يدعو القوى السياسية إلى الحذر من الوقوع في النفق المظلم». أما اللواء المتقاعد بالقوات المسلحة، حسام سويلم، الخبير بالشؤون العسكرية، فاعتبر تصريحات وزير الدفاع بمثابة «الإنذار الأخير» للقوى السياسية المتصارعة موجه لكافة القوى السياسية لكي يجلسوا ويتوافقوا قبل انزلاق البلاد في مستنقع خطير». منع من السفر وفي تطور ذي مغزى، أفادت أنباء بالقاهرة، أن إدارة مطار القاهرة الدولي، وضعت في سرية تامة قائمة بأسماء العشرات من الشخصيات السياسية المشهورة على قوائم الممنوعين من السفر خلال الفترة المقبلة بالتزامن مع تلقي المطارات والبنوك والشركات لرسائل تهديد بأعمال إرهابية واعتداءات خلال تظاهرات 30 يونيو. ونسبت مصادر إعلامية، لمأمور مطار القاهرة الدولي، أحمد مصطفى، كشفه عن أن هناك العشرات من الشخصيات السياسية والعامة على قوائم الممنوعين من السفر خارج مصر، بناء على تعليمات من المخابرات الحربية، موضحاً أن القوات المسلحة ستتولى تأمين المطار خلال التظاهرات، مشيراً إلى أن هناك حالة من الاستعداد الأمني المكثف على مدار ال 24 ساعة لتأمين كافة مداخل ومخارج المطار تحسباً لأى خطوات إرهابية تستهدف المطار. اجتماع قومي على صعيد آخر، عقد مجلس الأمن القومي، اجتماعًا برئاسة الرئيس محمد مرسي، بعد ظهر أمس، للمرة الثانية، خلال أسبوعين، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة؛ لمناقشة المستجدات المتعلقة بقضايا الشأن الداخلي. ودون أن ترشح أية معلومات، فقد ضم الاجتماع، كلاً من رئيس الوزراء، ووزراء الدفاع والداخلية والخارجية والإعلام والصحة والمالية بالإضافة إلى رئيسي مجلسي الشعب والشورى، ورئيسي لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلسي الشعب والشورى.