أصبح استمرار دوري مصر الممتاز لكرة القدم محل شك بعدما أعلن رئيس اتحاد اللعبة في البلاد ايقاف المسابقة لأجل غير مسمى بعد مقتل 73 شخصا في أحداث شغب أعقبت مباراة بين المصري والاهلي في مدينة بورسعيد يوم الاربعاء. كما قال الاهلي حامل اللقب في بيان انه علق جميع الانشطة الرياضية بالنادي وطالب النائب العام بالتحقيق في الاحداث التي شهدت اندفاع أعداد كبيرة من المشجعين الى أرض ملعب استاد المصري. وتوقفت مباراة أخرى بين الزمالك والاسماعيلي في القاهرة بناء على رغبة الفريقين بعد نهاية الشوط الاول حين كانت النتيجة تشير للتعادل 2-2 بينما أظهرت لقطات تلفزيونية اشتعال النيران خلف مدرجات استاد القاهرة. وقال سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري لقناة الاهلي التلفزيونية "بعد الاتصال برئيس المجلس القومي للرياضة قررنا ايقاف الدوري لاجل غير مسمى واجراء التحقيق فيما تم وتشكيل لجنة لتقصي الحقائق من اتحاد الكرة وسيعلن النتيجة للرأي العام." لكن ايقاف النشاط الرياضي بالاهلي الذي أعلن في بيان رسمي وسبقه تجميد غريمه التقليدي الزمالك للنشاط الكروي في النادي وانسحاب الجونة من المسابقة وتعليق منافس اخر هو الاتحاد السكندري لمشاركته ربما يرجح صعوبة استئناف المسابقة في ظل تردي الاوضاع الامنية في البلد الذي مرت قبل أيام الذكرى الاولى لثورته التي أطاحت بحكم الرئيس السابق حسني مبارك. وقال الناقد الرياضي حسن المستكاوي "لو أننا دولة فعلا لالغي الدوري تماما.. على اتحاد كرة القدم الاستقالة فورا." وأضاف لرويترز عبر الهاتف "يجب منع اللعب على استاد المصري في بورسعيد لخمس سنوات على الاقل.. هذه ليست المرة الاولى التي يحدث فيها شغب بهذا الملعب خلال الموسم الحالي." وعوض المصري الذي يدربه حسام حسن مهاجم الاهلي السابق تأخره بهدف ليفوز 3-1 بفضل ثنائية لمؤمن زكريا. وفي مباريات اخرى فاز طلائع الجيش على الانتاج الحربي بهدفين مقابل هدف واحد وتغلب انبي على تليفونات بني سويف بالنتيجة ذاتها في الجولة السابعة عشرة للمسابقة لكن ما حدث في بورسعيد يثير شكوكا واسعة حول امكانية استكمال المسابقة بعدما أعلن لاعبو الاهلي أنهم لن يدخلوا أرض الملعب لمباراة تالية الا بعد الحصول على حقوق القتلى. وغزت أعداد كبيرة من المشجعين أرض الاستاد في بورسعيد بعد نهاية المباراة وحاولوا الاعتداء على لاعبي الاهلي وجهازه الفني وطاردوهم وهم في طريقهم نحو غرف خلع الملابس. وقال مسؤولون في وزارة الصحة ان 73 شخصا قتلوا في اعمال الشغب وان معظم المصابين وعددهم نحو ألف شخص عانوا من اصابات تتراوح بين ارتجاج في المخ وجروح قطعية. وقال التلفزيون المصري ان المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة قرر ارسال طائرات عسكرية لاجلاء بعثة الاهلي من بورسعيد بعد الاحداث. ووصف محمد أبو تريكة صانع لعب الاهلي ما حدث في المباراة بأنه "حرب وليست كرة القدم" وقال انه لقن بنفسه الشهادة لاحد مشجعي الاهلي. وأظهرت لقطات تلفزيونية مشجعين وهم يعتدون على سيد عبد الحفيظ مدير الكرة في الاهلي. وقال النادي بموقعه على الانترنت ان لاعبيه شريف اكرامي وشهاب الدين أحمد وشريف عبد الفضيل عانوا من اصابات مختلفة في هذه الاحداث. وقال أبو تريكة نجم الاهلي ومنتخب مصر بانفعال شديد وهو يتحدث لقناة الاهلي التلفزيونية "هذه ليست كرة قدم. هذه حرب والناس تموت أمامنا. لقد لقنت الشهادة لاحد مشجعي الاهلي قبل قليل." وأضاف زميله المهاجم عماد متعب الذي جلس احتياطيا ولم يشارك في المباراة "لن نلعب اي مباريات الا بعد الحصول على حق من توفي."