انتقد الكاتب والإعلامي جاسر الجاسر بشدة الصحف السعودية , وقال انها تفتقد إلى الصناعة المهنية , وان الصحافة الالكترونية بما يتوافر لها من هامش للحرية أحرجت الصحافة الورقية كثيرا , ووصف "الجاسر" نفسه بأنه صحفي مزعج ومشاكس ويحب التنقلات , لأنها أفادته كثيرا مهنيا , وجعلته يتعرف على الكثيرين. جاء ذلك خلال استضافة الجاسر في "ثلوثية المشوح" التي ينظمها الدكتور محمد المشوح بالرياض , وفي بداية اللقاء قدم الأديب عبد الله الوشمي ل"الجاسر" واصفا إياه بأنه إعلامي مثير للانتباه يظهر ويختفي ثم ما يلبث أن يظهر بقوة . وبدأ جاسر الجاسر حديثه عن الإعلام السعودي وما كان عليه حيث كانت تحكمه الأطر الرسمية وتسيطر عليه رقابة قوية تمنع الصحفيين من الكتابة وتحجب , إلى إعلام يتمتع بهامش من الحرية في ظل الإصلاحات الكبيرة التي نراها الآن . وقال : ان الرقابة حولت الإعلام السعودي – سابقا- إلى قالب رديء وسلبي , ليس له قضية , وان وزارة الإعلام كانت هي التي تقرر ماذا يكتب الصحفي , حتى المساس بمستوى الجانب الخدماتي كان محظورا , وكل ذلك اثر على دور الإعلام السعودي ومستوى الأداء. وعن نفسه قال "الجاسر" انه صحفي مزعج ومشاكس ولا يحب "الطبل" لان هذه مهنة إدارات العلاقات العامة , أما الصحفي فمهنته البحث وتقصي الحقائق وعرضها على الجمهور المتلقي . وقال: أننا نشهد اليوم تغيير كبير ومساحة من الحرية , وان كان الصحفيون يحتاجون إلى دعم مهني , وإتقان لفن المهنة , خاصة وجود وسائل متعددة كل منها يحاول جذب القارئ والمشاهد , والعملية الإصلاحية الآن أسهمت في التطور الإعلامي, وصارت درجة الشفافية عالية حتى مع التعامل مع المسئولين , وإلغاء الرئاسة العامة لتعليم البنات كان بسبب الحملات الصحفية . ودافع عن رأيه في التدخين وأنه لا يوجد ربط بين المدخن والالتزام الديني , وان كان نفى عن نفسه ان يكون من دعاة التدخين . ووصف جاسر الجاسر الحداثة بأنها تجربة هشة هزيلة , لم يكن فيها أي شكل من أشكال النضج , وكان بعض الشباب يسيطرون على الملاحق الأدبية والثقافية , ويتبادلون المديح بين بعضهم البعض , وكانت تحكمهم "الشللية" , وعموما الحداثة صنعت نجوما وهميين اختفى اغلبهم , لأنه لم يكن لديهم موهبة أدبية , وليس لهم في الكتابة , وكانوا يقدسون شخصيات معينة . وقال "الجاسر" انه غير متابع ل "قناة المجد" ولا يعرف ما يجري فيها , حكى عن معركته مع الكاتب السياسي جاسر الجاسر "مدير تحرير جريدة الجزيرة" والصراع حول الاسم , وقال : المشكلة ليست في الأسماء بل في ما يكتبه الشخص . ووصف "الجاسر"نظام العمل بالقطعة في الصحف السعودية بأنه "سخرة" وضد تطوير الأداء , وان نظام "التعاون" بدعة مصرية , وتوقع تحول الكثير من الصحف إلى صحف الكترونية , وانتقد أقسام العلام في الجامعات السعودية وقال: ان دورها سلبي وضعيف ولا تخرج مؤهلين لذلك 85% من الخريجين يعملون في العلاقات العامة .