أكد رئيس تحرير صحيفة "سبق" الإلكترونية الزميل محمد الشهري أن العلاقة بين الصحف الالكترونية - خصوصا "سبق" - والصحف الورقية ممتازة ويفترض أن تكون تكاملية , ويكمل بعضها البعض , مشيرا إلى انه لا توجد خلافات بين صحيفة"سبق" وصحيفة "الوطن" , معتبرا اختلاف وجهات النظر يثري الطرفين , وان مشكلة "سبق" مع "الوطن" مجرد "مشاكسة صحفية . وقال الشهري إننا نترقب صدور مشروع تنظيم الإعلام الالكتروني من وزارة الثقافة والإعلام , مؤكدا أن النظام سيحمي العاملين في الصحف الالكترونية وملاكها ومن يرتبطون معها بشراكة ,يحمي أيضا والقراء الذين يستفيدون من خدماتها , بل سيحمي الجميع ,ونفى أن يكون هدف النظام الحد من هامش الحرية الذي تتمتع به الصحافة الالكترونية بل التقنين وحماية الحقوق. وكشف الشهري عن قرب تدشين نسخة جديدة لصحيفة "سبق" الالكترونية خلال الأيام القليلة القادمة , وقال: ستكون نسخة متطورة وسهلة التصفح والأرشفة والتوثيق , وأكد الشهري في رده على سؤال حول منهج الصحيفة أن "سبق" وسطية المنهج , محافظة التوجه , مع الحق دائما. كلام الزميل الشهري جاء خلال استضافته في "منبر الحوار" مساء أمس- السبت- بالنادي الأدبي بالرياض الذي يديره الأديب محمد الهويمل , حيث تحدث رئيس تحرير "سبق" عن "المنهجية الإخبارية لصحيفة سبق الالكترونية , وحضرها الأستاذ إبراهيم الصقعوب "وكيل وزارة الثقافة والإعلام "و الدكتور عبد الله الوشمي رئيس النادي الأدبي بالرياض ,وعدد كبير من الأدباء والمثقفين والإعلاميين والإعلاميات. في بداية اللقاء قدم المشرف على منبر الحوار الزميل الشهري , معرفا به وبخبراته المهنية في صحيفة "الوطن" و"الدولية" و"شمس" وأخير في " سبق" وموضوع الندوة . وفي بداية حديثه أعرب رئيس تحرير "سبق" عن شكره وتقديره للنادي الأدبي على استضافته في الندوة , مثمننا الدور الكبير لأدبي الرياض لعلى المستوى الثقافي والأدبيودوره التنويري في المجتمع . وكشف الشهري عن مراحل وكيف ظهرت "سبق" قبل 4 سنوات بالتحديد, كصحيفة إلكترونية, بمحاولة فردية قام بها الزميل علي الحازمي, مستفيداً من تجربة سابقة كمسؤول فني في موقع "الوفاق" الإلكتروني , والذي أكسبه خبرة كبيرة في التعامل مع الشبكة الإلكترونية ومن هنا كان ل"سبق" السبق في المتابعة الخبرية للأحداث في المملكة وبشكل واسع, مشيرا إلى أن المرحلة المهمة هي التي تحولت فيها صحيفة "سبق" إلى مؤسسة إعلامية كعمل مؤسسي له ضوابط ولوائح ونظم تحكم عملها, وتضمن حقوق العاملين فيها, ومسؤوليات كل منهم . وبين الشهري ان "سبق" ساهمت في تكوين جيل جديد من الشباب الصحفيين السعوديين , لهم أسلوبهم في العمل الصحفي وتدريبهم وإعطائهم الفرصة وأيضا التأثير في توجه محرري كثير من الصحف الورقية للعمل في الإعلام الإلكتروني والذي أتاح لهم التواصل ومعرفة التفاعل الآني مع القراء وإثراء الأخبار بمعلومات قد تكون غائبة عنهم. وآمل الشهري في ختام محاضرته أن تمد جسور التواصل بين الإعلام الإلكتروني والأندية الأدبية وأصحاب الفكر في سبيلا لنهوض بإعلامناالجديد الذي يحتاج إلى رأي ومشورة. وبدأت المداخلات من الحضور الذين تباروا في طرح العديد من القضايا والموضوعات الخاصة بصحيفة "سبق" ونشأتها وتطورها والمشكلات التي تواجهها , وعلاقة الصحف الورقية بالالكترونية , وتمويل "سبق" وردود القراء وما تسببه من مشكلات. بداية تساءل عبد الرحمن العصيمي "صحفي بموقع صحف" عن دور الصحافة الالكترونية في تحفيز الشباب السعودي للانخراط في العمل الصحفي , وفتح المجالات أمامه , وأمتدح دور جريدة "الجزيرة" ومهنيتها , وأنها الجريدة الوحيدة التي تعلن عن أرقام توزيعها يوميا , مشيرا إلى أن المقارنة صعبة بين الصحف الورقية والالكترونية , ونفى وجود حيادية في الإعلام ,"فلا احد يستطيع ان يقول انه محايد". وأكد الدكتور عبد الله الوشمي على أهمية وجود تعاون وشراكة بين النادي الأدبي بالرياض وصحيفة "سبق" , مشيراً إلى ضرورة الانفتاح الكبير من الأندية الأدبية على الفضاء الالكتروني. وتساءل الوشمي عن عملية "حجب المواقع" ؟ وما هي رؤية رئيس تحرير "سبق" للمنافسة بين المواقع الالكترونية الجغرافية والمناطقية, حيث اصبح لكل منطقة مواقعها التي كان الكثير منها يحمل اسم المنطقة التي يصدر منها ؟ وماذا عن الاعتراف الرسمي بالصحف الالكترونية؟ ومتى يتم الانتقال من الاحتراف المهني إلى التفكير التجاري والاستثمار في الإعلام الالكتروني؟ وقالت الإعلامية أحلام الزعيم: الصحافة مازالت تعيش تحت الأرض , الآن نحن نعيش عصر الإعلام الالكتروني المفتوح , والذي ينقسم إلى قسمين : الأول مستقل "مثل سبق" , والثاني تمثله المواقع الخاصة بالصحف الورقية , واشك أن الأخيرة تتطور أو لها دور ملموس بل دورها معدوم , ومجرد نسخ الكترونية من الورقية , دون إضافات . وقالت "الزعيم"إن "سبق" لديها أفضلية السبق, ولكن لماذا لم تستفد حتى الآن من الوسائط الالكترونية المتعددة , والتقارير المصورة غائبة عن صحيفة "سبق", وتساءلت أيضا : هل نعتبر تعدد المصادر الخاصة للأخبار للإعلام الالكتروني ديمرقراطية؟ وماذا عن مقولة كل مواطن صحفي بسبب الانترنت؟ أما الإعلامي عادل الماجد فاثني على جهود النادي الأدبي بالرياض , الذي بدأ يتفوق وينافس الصحف الالكترونية في التعبير , ووصف "الماجد" الصحف الورقية بأنها مهزوزة, منذ زمن طويل , وأنها ستبقى محلية إلى أمد بعيد , ولا يمكن مقارنتها بصحف خليجية عريقة لها مكانتها , وقال الماجد : إن الصحف الالكترونية تقدم نفسها علنا وتستفيد من التقنية وتغتنم الفرص , وهي مصدر جديد ومهم للمعلومات وليس ل"الخفافيش" , واخذ عادل الماجد على الصحف الالكترونية عدم وجود ديسك للصياغة المهنية , وتمنى لصحيفة "سبق" التوفيق . من جانبه قال إبراهيم العقيليإن "سبق" دفعت الصحافة الورقية والالكترونية إلى الأمام, وان كان لنا ملاحظات عليها وخاصة رسائل SMS وان الصحف الالكترونية تنقل من بعضها حتى الأخطاء . وفي مداخلة له ,قال وكيل وزارة الثقافة والإعلام الأستاذ إبراهيم الصقعوب "تداخل بصفته الشخصية كما قال" : الإعلام الالكتروني مازال جديدا , والانترنت لم يتعد عمره 30عاما , والصحافة الالكترونية عمرها 10 سنوات , ولقد استقطبت شريحة كبيرة من الجمهور , وهناك مواقع عالمية مهمة على الشبكة العنكبوتية تقدم خدمات معلوماتية مهمة . وأضاف :" وسائل الإعلام العربية الرسمية مازالت خطواتها محدودة , وندرك تماما أهمية وجود مواقع الكترونية مهمة لفائدتها وضروريتها , وأنا من المداومين في الدخول على موقع صحيفة "سبق" الالكترونية , بشكل دائم كنوع من المتابعة لما يجري , وهناك ملاحظة أن المواقع على الانترنت نجد أنها تنقل من بعضها , وأصبح تميزها محدودا ". وتابع الصقعوب :" ما يضايقني من الصحف الالكترونية تعليقات القراء , فانا أحس أن هناك مجموعات توجه الردود والتعليقات وأنها شبه مكررة في أكثر من موقع , وتستهدف مجتمعنا وتثير الفرقة , وتعمل على تقسيمه , واشعر أن وراء هذه التعليقات "نفس التنظيم" وكأن العملية هدفها إيقاظ الفتنة ". من جانبها دافعت الإعلامية مريم الغامدي بحرارة عن جريدة "الجزيرة" ووصفتها بالرائدة , اما الشيخ عبد الله الراشد فوجه الشكر للنادي الأدبي بالرياض , ومدح تطور أجهزة الصوت في القاعة , وتساءل عن سبب الاهتمام من قبل "منتدى الحوار" بالصحافة لينظم لها ثلاث ندوات متتالية , وطالب بتفعيل النواحي الالكترونية للنادي . كما تساءل عن سبب تسمية "سبق" بهذا الاسم ؟ وعن العلاقة بين "سبق" وصحيفة "الوطن". وقال الدكتور عبد الفتاح محمدالهرم الآن مقلوب في الإعلام بعد أن كان يقاد من الرؤس صار الآن يقاد بالعكس ؟ وتساءل عن قيمة التوثيق لدى "سبق"؟ أما الدكتور صالح المنصور فتساءل هل عالج الإعلام لدينا السلبيات؟ وهل انحاز للفقراء؟ وهل حارب غلاء الأسعار؟ وتدخل الإعلامي عبد العزيز اليوسف قائلا: الصحف الورقية والالكترونية كل منهما يحتاج للأخر , ولا فرق بينهما , ومن الخطأ التفريق بينهما , وبخصوص تنظيم الإعلام الالكتروني فان بعض رؤساء الصحف الالكترونية لا يريدون صدور تنظيم للإعلام الالكتروني خوفا من الحد من حريته. وقد أجاب رئيس تحرير "سبق" على جميع التساؤلات , موضحا أن "سبق" من أكثر الصحف الالكترونية سعيا وراء صدور نظام الإعلام الالكتروني , لأنه يحمي الجميع , ويحفظ الحقوق,مؤكدا على تقدير جميع العاملين في "سبق" للصحف الورقية والعاملين فيها , ولكنه أكد أن الزمن تغير , وعلينا ان نستفيد من تقنيات العصر لخدمة القارئ, مشيرا إلى أن السباق الآن على القارئ دفع الصحف الورقية لتطوير مواقعها الالكترونية للدخول في المنافسة , بعد أن كانت مواقعها شبه ميتة . ونفى الشهري ان يكون التنظيم سيحد من الحرية , وأكد على تمويل "سبق" الذاتي من رسائل الجوال , كاشفا عن تطوير جديد للصحيفة قريبا , واعترف بقلة التحقيقات نظرا لندرة المتخصصين في هذا النوع من الفنون الصحفية, مشيرا إلى أن الخدمة المصورة والبث المباشر في الطريق . وأكد الشهري أن شريحة الشباب هي المستهدفة الآن عبر الصحف الالكترونية فهم يمثلون ما يقارب 60 %من المجتمع السعودي, وبالتالي فالحاجة ماسة لوسائل إعلام تخاطب هذه العقول القادرة على التفاعل السريع مع التقنية ووسائلها الحديثة . وقال الشهري إن "سبق" اسم اختير من بين ثلاثة أسماء هي "حدث" و"خبر" و"سبق", مؤكدا على وجود شبكة من المراسلين والمحررين إضافة لوجود مساعد لرئيس التحرير ومدراء تحرير في المناطق, ودعم فني ضمن هيكلية تحريرية تغطي مناطق المملكة .