واصلت عائلات "بني وليد" جنوبي شرق ليبيا أمس، مغادرة المدينة هربًا من المعارك بين قوات موالية للعقيد معمر القذافي والثوار الذين استقدموا أسلحة جديدة، في محاولة للتغلب على المقاومة العنيفة التي يواجهونها خلال محاولتهم دخول المدينة. وأعلن مسئول التفاوض عن جانب الثوار عبد الله كنشيل أن "هناك نقاشًا مع كتائب القذافي يجري عبر وسطاء ويهدف إلى دفع تلك القوات نحو تسليم أسلحتها". لكنه شدد على أن "لا نتيجة حتى الآن لهذا النقاش، إذ تصر الكتائب على القتال وقد قامت مساء الإثنين بقصف مناطق سكنية". وقال كنشيل: إن "القرار متروك للقادة العسكريين على الأرض للتعامل مع هذا الوضع". وعبرت منذ الصباح سيارات تنقل عائلات وأفرادًا وأمتعة الحواجز التي يقيمها مقاتلو المجلس الانتقالي عند أطراف بني وليد، أحد آخر معاقل القذافي. وقال المقاتل إبراهيم بشير علي الذي يشرف مع مقاتلين آخرين على حاجز يبعد خمسة كيلومترات عن مدخل المدينة وتتمركز عنده مجموعة من الصحفيين: إن "عشرات السيارات تعبر هربا من المدينة". وأضاف أن "العائلات التي تغادر تخضع للتفتيش خوفا من وجود مندسين فيها ثم تكمل طريقها". وقال عبد المطلب (24 عامًا) العائد من المدينة مع ثلاثة من أقربائه: إن "الوضع مستقر حاليًا وهادئ في بني وليد لكن السكان يشعرون بالخوف". وأوضح أن "إذاعة تبث تهديدات منذ الصباح ضد أهالي المدينة بسبب محاولة الثوار دخولها، مما دفع المقاتلين إلى التراجع إلى أطرافها خوفًا على حياة السكان". وذكر أن "أصوات تبادل إطلاق النار تسمع بين الحين والآخر". وكان الثوار يجربون في منطقة يتمركزون فيها على بعد كليومتر من مدخل المدينة، أسلحةً جديدة تشمل مضادات الدروع والمدفعية الخفيفة. وقال قائد ميداني: "استقدمنا أسلحة جديدة والمقاتلون يتدفقون من مناطق أخرى". وكان الثوار قد دفعوا بتعزيزات عسكرية نحو مدينة بني وليد تمهيدًا لشنّ هجوم عليها، بينما تعرض فصيل تابع للثوار لعملية التفاف نفذتها مجموعة من الكتائب التابعة للعقيد معمر القذافي في منطقة رأس لانوف النفطية، مما أدَّى لمقتل 15 منهم. ويقول الثوار الليبيون: إنّ ساعات قليلة تفصلهم عن شنّ الهجوم الحاسم على بني وليد التي يتحصن فيها موالون للقذافي، ويترقب الثوار ذلك الحسم على مشارف المدينة