طلب وزراء الخارجية العرب من سوريا يوم الاحد العمل على انهاء اشهر من اراقة الدماء "قبل فوات الاوان" وقرروا ارسال نبيل العربي الامين العام للجامعة العربية الى دمشق للحث على اجراء اصلاحات سياسية واقتصادية. ولكن في رسالة استرضائية لدمشق قال الوزراء ايضا بعد اجتماع غير عادي في القاهرة ان استقرار سوريا مهم للعالم العربي والمنطقة كلها. وارسلت الحكومة السورية قوات ودبابات لسحق الاحتجاجات التي تشهدها شوارع سوريا منذ خمسة اشهر مما ادى الى قتل 2200 محتج على الاقل وفقا لما تقوله الاممالمتحدة. وتقول سوريا انها تعمل بجد لتطبيق اصلاحات ولكنها تنحي باللائمة في اعمال العنف على متشددين. وقال مجلس الجامعة العربية في بيان بعد الغاء مؤتمر صحفي متوقع ان مجلس الجامعة العربية "يعرب عن قلقه وانزعاجه ازاء ما تشهده الساحة السورية من تطورات خطيرة ادت الى سقوط الاف الضحايا بين قتيل وجريح من ابناء الشعب السوري الشقيق. "ويشدد على ضرورة وضع حد لاراقة الدماء وتحكيم العقل قبل فوات الاوان واحترام حق الشعب السوري في الحياة الكريمة الامنة وتطلعاته المشروعة نحو تحقيق الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يستشعرها الشعب السوري وتحقق تطلعاته نحو العزة والكرامة." وكان هذا اول اجتماع رسمي للجامعة العربية بشان سوريا منذ بدء الانتفاضة. وانتقد معلقون عرب كثيرون الجامعة العربية بسبب رد فعلها الخجول على العنف. وظلت الجامعة لاشهر تعرب فقط عن "القلق" مما يشير الى انقسامات بين اعضائها والذين يواجه بعضهم احتجاجات عامة. وواجهت الجامعة العربية ضغوطا للتحدث بشكل اكثر صراحة بعد الانتفاضتين الشعبيتين اللتين اطاحتا برئيسي تونس ومصر والاطاحة بمعمر القذافي في ليبيا. وتظاهر مئات من المؤيدين للنشطاء المطالبين بالديمقراطية في كل من سوريا واليمن خارج مقر الجامعة في القاهرة قبيل وصول وزراء الخارجية العرب لحضور الاجتماع. ودعا المتظاهرون رئيسي البلدين الي التنحي. ويشهد اليمن اشهرا من الاحتجاجات الحاشدة للمطالبة بسقوط الرئيس علي عبد الله صالح الذي يحكم البلاد منذ 33 عاما. وقال نبيل العربي الامين العام للجامعة العربية ان "الجامعة العربية تتعرض لضغوط كبيرة من الرأي العام العربي لذلك تسعي الجامعة العربية لتعزيز حقوق الانسان واستقلال القضاء وتوسيع المشاركة السياسية." واضاف "نؤكد على عدم جدوى المنحى الامني وان الاسراع في مشاريع الاصلاح سوف يجنب الدول العربية التدخلات الاجنية." وقال الرئيس الحالي لمجلس الجامعة العربية وزير الدولة للشؤون الخارجية بسلطنة عمان يوسف بن علوي في وقت سابق ان الاجتماع مهم للاستقرار في سوريا. وقال خلال الجلسة الافتتاحية "سوف نتشاور بهدف تحقيق الاستقرار بما يمكن الشعب السوري من التغلب على هذه الازمة على القاعدة التي تحقق لسوريا الاستقرار والتنمية والعدالة." وداخل قاعة الاجتماع عرضت شاشات تلفزيونية جثثا لقتلى في مدينتي حماة ودير الزور السوريتين. وتصاعدت الادانة الدولية لما يحدث في سوريا هذا الشهر بعدما أمر الاسد الجيش باقتحام عدة مدة من بينها حماة ودير الزور واللاذقية. وخرجت بعض الدول العربية عن صمتها وطالبت بانهاء العنف. وتنحي السلطات السورية باللائمة في اراقة الدماء على "جماعات ارهابية"مسلحة وتقول ان 500 من افراد الشرطة والجيش قتلوا. وطردت السلطات السورية معظم الصحفيين المستقلين مما جعل من الصعب التحقق من الاحداث على الارض. واقرت الجامعة التي بحثت ايضا الوضع في ليبيا المجلس الوطني الانتقالي الليبي بوصفه الممثل الشرعي لليبيا وطلبت من الاممالمتحدة ان تفعل نفس الشيء. ودعت الجامعة ايضا "مجلس الامن والدول المعنية الى تحمل مسؤولياتهم نحو الشعب الليبي في هذه الظروف القاسية التي يعيشها ورفع تجميد الاموال والممتلكات والاصول العائدة للدولة الليبية بصفة فورية." وحضر كل من محمود جبريل رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الليبي الانتقالي وعبد الرحمن شلقم وزير خارجية ليبيا السابق الذي انشق عن نظام القذافي في الايام الاولى من الاحتجاجات الاجتماع كممثلين لليبيا. وأيدت الجامعة العربية في مارس اذار قرارا اتخذه مجلس الامن الدولي للسماح للطائرات حربية تابعة لحلف شمال الاطلسي بالقيام بدوريات في المجال الجوي الليبي لقصف قوات القذافي بهدف حماية المدنيين. واعتبرت موافقة الجامعة على ذلك ضرورية للمضي قدما فيها. وفي بداية الاجتماع هلل مندوبون لدى رفع علم قوات المعارضة بين اعلام الدول العربية الاخرى بدلا من علم القذافي الاخضر.