تحفظت سوريا رسمياً، اليوم الأحد، في مذكرة أرسلتها إلى الأمانة العامة للجامعة العربية ووزعتها على السفارات العربية في القاهرة على بيان الجامعة العربية الذي اعتبرته "كأن لم يصدر"، بعد أن دعا إلى "وقف إراقة الدماء وتحكيم العقل قبل فوات الأوان". وقال مصدر دبلوماسي إن مندوبية سوريا لدى الجامعة العربية قالت في المذكرة إنها "سجلت رسمياً تحفظها المطلق" على البيان الصادر ليل السبت/الاحد عن الجامعة العربية و"تعتبره كأن لم يصدر خصوصاً أنه تضمن في فقراته التمهيدية لغة غير مقبولة وتتعارض مع التوجه العام الذي ساد الاجتماع". ومن جانبه، صرّح الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بأنه "على استعداد لزيارة سوريا اليوم قبل الغد"، تنفيذاً للمهمة العاجلة التي كلفه وزراء الخارجية العرب بها ولكنه مازال ينتظر "رد الحكومة السورية" على طلب الزيارة الذي تقدم به. وقال العربي للصحافيين رداً على سؤال حول موعد زيارته الى سوريا "إنني على استعداد لزيارة سوريا اليوم قبل الغد من أجل حمل المبادرة العربية لحل الأزمة السورية"، مضيفاً أنه "في انتظار رد الحكومة السورية" على طلب الزيارة. وكانت الجامعة العربية قررت في ختام اجتماع غير عادي لوزراء الخارجية إيفاد أمينها العام نبيل العربي إلى دمشق برفقة عدد من الوزراء العرب اليوم الأحد، حسب مصادر دبلوماسية، ليحمل إلى القيادة السورية مبادرة عربية لحل الأزمة السورية. وأكد بيان صدر ليل السبت الأحد أن العربي سيتوجه بشكل عاجل إلى دمشق حاملاً مبادرة لحل الأزمة في سوريا. ولم يحدد البيان مضمون هذه المبادرة. لكن الوزراء دعوا في بيانهم إلى "وضع حد لإراقة الدماء وتحكيم العقل قبل فوات الأوان". وأعربوا عن "قلقهم وانزعاجهم إزاء ما تشهده الساحة السورية من تطورات خطيرة أدت الى سقوط آلاف الضحايا بين قتيل وجريح من أبناء الشعب السوري الشقيق". كذلك، دعا الوزراء العرب الى "احترام حق الشعب السوري في الحياة الكريمة الآمنة وتطلعاته المشروعة نحو الإصلاحات السياسية والاجتماعية". وأسفرت أعمال القمع في سوريا عن أكثر من 2200 قتيل منذ منتصف مارس/آذار بحسب الأممالمتحدة. وقد تظاهر مئات من المؤيدين للنشطاء المطالبين بالديمقراطية في كل من سوريا واليمن خارج مقر الجامعة في القاهرة قبيل وصول وزراء الخارجية العرب لحضور الاجتماع. ودعا المتظاهرون رئيسي البلدين الى التنحي، في الوقت الذي يشهد فيه اليمن وسوريا أشهرا من الاحتجاجات الحاشدة للمطالبة بسقوط الرئيسين علي عبد الله صالح وبشار الأسد. وأكد العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية في بداية الاجتماع أن استخدام العنف إزاء الحركات السياسية السلمية أمر غير مجد.