طالب الداعية الدكتور طارق سويدان بضرورة أن يتضمن الدستور المصري الجديد، بندًا خاصًا بحق المواطنين في التظاهر والتجمهر؛ طالما أنّ هذا يتم بطرقٍ سلميةٍ مشروعة، مؤكدًا أنّ إغلاق معبر رفح خيانة لله ورسوله. ووجّه حديثه إلى شهداء ثورة 25 يناير قائلاً: من مات في تلك الثورة ليس شهيدًا بل سيد الشهداء، وهؤلاء الذين يروجون أنّ تلك المظاهرات حرام شرعًا، فهم السبب في تكريس فكرة أنّ الدين أفيون الشعوب. وقال خلال اللقاء المفتوح، الذي عُقد معه مساء أمس، الجمعة، بساقية عبد المنعم الصاوي تحت عنوان "الحرية طريق الريادة": كنت من أوائل الذين أيّدوا الثورة قبل أن تنتصر؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى لم يقبل يومًا بالظلم، وشعرت بالحرية التي تنعمون فيها منذ دخولي المطار، فقديمًا كنت أخشى عليكم من كلماتِي حين نلتقي، أما الآن فكل شيء تغيّر تمامًا، وستعود مصر من جديدٍ أساسَ الحضارة الإسلامية. ورفض سويدان كافة أشكال التعاون مع الكيان الإسرائيلي، قائلاً: إنّ إغلاق حكومة مبارك لمعبر رفح هو تعاون واضح مع إسرائيل وهذه خيانة لله ورسوله. وفى حديثه عن الحرية في الإسلام قال سويدان: الحرية أصل من أصول الإسلام، وحثَّ عليها الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته، والدليل على ذلك عندما جاء رجل نصراني وابنه يشكو الصحابي عمرو بن العاص لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب بسبب ابن الأول الذي ضرب ابن الرجل النصراني دون وجه حقٍّ، فأمر أمير المؤمنين بإحضار عمرو بن العاص وابنه وسأله هل ضربت ابن الرجل؟ فقال له: نعم، فقال لابن الرجل النصراني: إذًا فلتضربه، فضربه حتى "اكتفى"، بعدها أمر عمر بن الخطاب ابن النصراني أن يضرب عمرو بن العاص على رأسه فعندما اعترض ابن العاص قال له عمر: "لولا مكانتك واحتماء ابنك فيك.. ما فعل هذا"، ولكن رفض الطفل وأبوه. وأضاف: الحرية أن يفعل الإنسان ما يشاء ويقول ما يشاء شريطة ألا يؤذِى غيره، فإذا انعدمت الحرية انعدم العطاء والإبداع، وأحمد الله أنني عشت حتى رأيت مصر تتحرّر من الظلم وتطلق ثورتها العظيمة، ونصيحتي لكم أن تظلوا وراء مُخَلّفات النظام السابق وتنزعوه واحدًا واحدًا، فهذه مقدرات الأمة ليس بها تسامح، وارفعوا لهم شعار "إن عدتم عدنا". وتابع: الإنسان حرّ في عقيدته وعبادته فلا إجبار في الدين، وحد الردة حد سياسي وليس دينيًا، فعندما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، من بدّل دينه فاقتلوه، كان يقصد بذلك اليهود الذين تلاعبوا بالإسلام في عهده، وقالوا سنسلم في وجه النهار ونرجع عن هذا الدين بالليل، والأصل في الإسلام هو العفو وليس تطبيق الحدود، فما المانع أن نصفح ونعفو عمّن يرتكب خطأ، طالما هذا بأيدينا. ولفت سويدان إلى أهمية الحرية في التعددية السياسية قائلاً: يجوز أن نسمح لليهود والنصارى وحتى الملحدين أن يؤسسوا أحزابًا سياسية تعبر عنهم داخل أي بلد إسلامي، ولو طبقنا الشريعة الإسلامية الحقة التي تنصّ في جوهرها على التسامح والإخاء في مصر لعاش النصارى واليهود في رفاهية وحرية، ومن حق المسيحي أن يدعو لدينه داخل الدولة الإسلامية، ومن أخطاء المسلمين أنّهم يريدون الحرية لهم ويقيدونها على الآخرين.