رفض الداعية الدكتور طارق سويدان، الدعاوى التي أطلقها أحد القيادات الدينية، وجاء فيها أن العودة إلى نظام الرق ينهي الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد الآن، قائلاً: العودة لنظام الرق والاستعباد بحجة الخروج من الأزمات "تخلف"، فروح الإسلام دائماً ما كانت تدفع للتخلص من هذا النظام، حتى وإن كان الرق يُستخدم قديماً كأساس للاقتصاد فهو لا يجوز في زماننا هذا، وعلينا أن نحارب ونتصدى لكل من يروج لمثل هذا الكلام حتى نعطى صورة سمحة للإسلام الذي طالما دعا للحرية. ونقلت صحيفة "اليوم السابع" عن سويدان خلال اللقاء المفتوح الذي عُقد معه مساء أمس، الجمعة، بساقية عبد المنعم الصاوي بالقاهرة تحت عنوان "الحرية طريق الريادة"، أنه من حق المرأة الترشح لرئاسة الجمهورية وتقلد كافة المناصب، مشيراً إلى أنه لم يرد في القرآن ما ينص على تحريم عمل المرأة كقاضية أو مهندسة أو رئيسة دولة على سبيل المثال قائلاً: إذا تحدثنا عن المجتمع السعودي وذكرنا أنه لا يجوز عمل المرأة سائقة، فهذا يرجع إلى عادات وتقاليد المجتمع السعودي وليس له أساس من الناحية الدينية. وفى حديثه عن الحرية في الإسلام قال سويدان: الحرية أصل من أصول الإسلام وحث عليها الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته، والدليل على ذلك عندما جاء رجل قبطي وابنه يشكو الصحابي عمرو بن العاص لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب بسبب ابن الأول الذي ضرب ابن الرجل القبطي دون وجه حق، فأمر أمير المؤمنين بإحضار عمرو بن العاص وابنه وسأله: هل ضربت ابن الرجل؟ فقال له نعم، فقال لابن الرجل القبطي: إذاً فلتضربه، فضربه حتى "اكتفى". بعدها أمر عمر بن الخطاب ابن القبطي أن يضرب عمرو بن العاص على رأسه فعندما اعترض ابن العاص قال له عمر: "لولا مكانتك واحتماء ابنك فيك.. ما فعل هذا"، ولكن رفض الطفل وأبوه. وأضاف: الحرية أن يفعل الإنسان ما يشاء ويقول ما يشاء شريطة ألا يؤذي غيره، فإذا انعدمت الحرية انعدم العطاء والإبداع، وأحمد الله أنني عشت حتى رأيت مصر تتحرر من الظلم وتطلق ثورتها العظيمة ونصيحتي لكم أن تظلوا وراء مخلفات النظام السابق وتنزعوه واحداً واحداً، فهذه مقدرات الأمة ليس بها تسامح وارفعوا لهم شعار: "إن عدتم عدنا". وتابع: الإنسان حر في عقيدته وعبادته فلا إجبار في الدين، وحد الردة حد سياسي وليس دينياً، فعندما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: من بدل دينه فاقتلوه، كان يقصد بذلك اليهود الذين تلاعبوا بالإسلام في عهده وقالوا سنسلم في وجه النهار ونرجع عن هذا الدين بالليل، والأصل في الإسلام هو العفو وليس تطبيق الحدود، فما المانع أن نصفح ونعفو عمن يرتكب خطأ، طالما هذا بأيدينا. ولفت سويدان إلى أهمية الحرية في التعددية السياسية قائلاً: يجوز أن نسمح لليهود والنصارى وحتى الملحدين أن يؤسسوا أحزاباً سياسية تعبر عنهم داخل أي بلد إسلامي، ولو طبقنا الشريعة الإسلامية الحقة التي تنص في جوهرها على التسامح والإخاء في مصر لعاش الأقباط واليهود في رفاهية وحرية، ومن حق المسيحي أن يدعو لدينه داخل الدولة الإسلامية ومن أخطاء المسلمين أنهم يريدون الحرية لهم ويقيدونها على الآخرين. وشدد سويدان على ضرورة أن يتضمن الدستور المصري الجديد، بنداً خاصاً بحق المواطنين في التظاهر والتجمهر طالما أن هذا يتم بطرق سلمية مشروعة، متحدثاً عن شهداء ثورة 25 يناير قائلاً: من مات في تلك الثورة ليس شهيداً بل سيد الشهداء، وهؤلاء الذين يروجون أن تلك المظاهرات حرام شرعاً هم السبب في تكريس فكرة أن الدين أفيون الشعوب، كنت من أوائل الذين أيدوا الثورة قبل أن تنتصر لأن الله سبحانه وتعالى لم يقبل يوماً بالظلم، وشعرت بالحرية التي تنعمون فيها منذ دخولي المطار، فقديماً كنت أخشى عليكم من كلماتي حين نلتقي، أما الآن فكل شيء تغير تماماً وستعود مصر من جديد أساس الحضارة الإسلامية. ورفض سويدان كافة أشكال التعاون مع إسرائيل، قائلاً: إن إغلاق حكومة مبارك لمعبر رفح هو تعاون واضح مع إسرائيل، وهذه خيانة لله ورسوله.