طالبت الولاياتالمتحدة مجددًا الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بالتنحِّي عن السلطة تنفيذًا للمبادرة الخليجية التي وقعتها المعارضة اليمنية يوم أمس. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون السبت: "إنّ الولاياتالمتحدة ستواصل دعوتها إلى انتقال سلمي للسلطة كي يتمكن شعب اليمن يومًا من تحقيق تطلعاته". مضيفةً إنّ على الرئيس اليمني "الوفاء بالتزامه" التنحِّي تنفيذًا للمبادرة الخليجية، وعلى حكومة اليمن الاستجابة للإرادة المشروعة للشعب. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أعلن الخميس الماضي أنّ إدارته تقف إلى جانب الشعوب والمتظاهرين العرب، داعيًا الرئيس اليمني إلى احترام تعهداته حول تسليم السلطة. وكانت المعارضة اليمنية قد وقعت مساء السبت على المبادرة الخليجية لانتقال السلطة، حيث من المنتظر أن يوقع صالح عليها ظهر اليوم الأحد. وذكرت مصادر يمنية أنّ خمسة ممثلين عن اللقاء المشترك الذي تنضوي تحت لوائه أحزاب المعارضة البرلمانية، وقّعوا على المبادرة خلال اجتماع مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني في صنعاء. وأوضحت أنّ الموقِّعين على المبادرة هم الأمين العام للحزب الاشتراكي ياسين نعمان والرئيس الدوري للقاء المشترك إضافة إلى عبد الوهاب الآنسي عن حزب الإصلاح، وحسن زيد عن حزب "الحق"، ورئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني محمد سالم باسندوة، وصخر الوجيه "مستقل". وأكّد نعمان أنه فور توقيع الطرفين على الخطة، ستقوم لجنة مكونة من النظام والمعارضة والولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة "بالإشراف على تطبيق الاتفاق خلال فترة ثلاثين يومًا"، أي منذ دخوله حَيّز التنفيذ حتى التصويت في البرلمان على استقالة الرئيس. من جهته، أعلن المتحدث باسم حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم طارق الشامي السبت أنّ "الرئيس صالح سيوقع على الخطة الأحد في صنعاء". وكان صالح قد واصل هجومَه على المبادرة والمعارضة عشية توقيعه المتوقع، وحذّر من سيطرة تنظيم القاعدة على البلاد إذا تنحى عن منصبه. وقال، خلال احتفال عسكري بمناسبة الذكرى ال21 للوحدة اليمنية: إنّ "رحيل النظام يعني رحيل الوحدة اليمنية والجمهورية، وليسمع القاصي والداني ذلك، إذا رحل النظام ستنتعش القاعدة في حضرموت وشبوة وأبين والجوف، والأوضاع ستكون أسوأ يا أصدقاءنا في الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي". وأضاف: "المبادرة في حقيقة الأمر عملية انقلابية بحتة، لكننا سنتعامل معها بشكل إيجابي، فهي بدأت بدفع خارجي".