أكد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أنه مستعد للتوقيع على المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن، إلا أنه وصفها بأنها "مؤامرة بحتة". وقال في خطاب ألقاه أمس في حفل عسكري "لقد رحبنا بالمبادرة وأكدنا بأننا سوف نتعامل معها بشكل إيجابي لمصلحة الوطن، ورغم أنها في حقيقة الأمر عملية انقلابية بحتة، ولكننا قبلنا التعامل معها لأنها بدفع خارجي". وأوضح أن المعارضة كانت تريد جر النظام إلى حرب أهلية تدمر كل المنجزات التي تحققت خلال 32 عاما. وقال "كانوا يسعون إلى أن يجروكم إلى تدمير كل شيء ولكننا أبينا ورفضنا أن ندمر ما أنجزناه وقدمنا التنازلات من أجل مصلحة الوطن واستقراره"، واصفا السلطة بأنها "مغرم وليست مغنما وهناك من يسعون إلى الوصول للسلطة كمغنم، ونحن نقول هي مغرم وتضحية وسهر وعناء وتخطيط وهي برمجة سواء كان على مستوى الداخل أو على مستوى الخارج مع أشقائنا ومع أصدقائنا". وقال "إن الأنظمة الخارجية أو الدول العظمى على وجه الخصوص تبحث عن أنظمة ضعيفة موالية لا تهش ولا تنش وتبحث عن الضعفاء وتريد أن توصلهم إلى كراسي السلطة". وتابع "سبق أن دعيت أشقاءنا وأصدقاءنا أن يلبسوا نظارات جميلة بيضاء ليروا الشعب اليمني كيف يتحرك بالملايين إلى ميدان السبعين، يقولون نعم للأمن والاستقرار والتنمية والحرية والوحدة والديموقراطية، بدلا عن أن يذهبوا وينظروا بنظاراتهم الخاصة فقط للمعتصمين فيما يسمى ساحة التغرير، ويقولون هذه إرادة الشعوب، وعلى الأنظمة أن ترحل وأن تسلم السلطة". وحذر من "رحيل النظام لأن ذلك يعني رحيل الوحدة اليمنية والجمهورية، وليسمع القاصي والداني ذلك.. إذا رحل النظام ستنتعش القاعدة في حضرموت وشبوة وأبين، والأوضاع ستكون أسوأ يا أصدقاؤنا في الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي". ووصف صالح أحزاب اللقاء المشترك المعارض بأنها "أحزاب التآمر المشترك" واتهمها بأنها "تريد السلطة على بحر من الدماء". إلى ذلك أوضح أحد قادة المعارضة، ياسين نعمان أن وفدا يضم خمسة من قادة المعارضة "سيوقع على الخطة الخليجية مساء السبت (أمس)". وبالإضافة إلى نعمان وهو الأمين العام للحزب الاشتراكي، يشارك في التوقيع عبدالوهاب الآنسي عن حزب الإصلاح، وحسن زيد عن "الحق"، ومحمد سالم باسندوة رئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني، وصخر الوجيه مستقل. وقال المتحدث باسم اللقاء المشترك محمد قحطان: إن المعارضة عبر "توقيعها الخطة إنما تقوم برمي الكرة في ملعب الرئيس صالح". إن التوقيع سيكون في مقر المفاوض الرئيسي للمعارضة، وزير الخارجية الأسبق، محمد باسندوة بحضور الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبداللطيف الزياني. وكان الزياني قد غادر إلى صنعاء أمس وذلك بناء على دعوة من الحكومة اليمنية لاستكمال الإجراءات المتعلقة بالتوقيع على الاتفاق الخاص بتسوية الأزمة. وأعرب عن أمله بأن تكلل جهود دول مجلس التعاون بالنجاح، وبما يحقق الأمن والاستقرار في اليمن، ويؤدي إلى حقن دماء اليمنيين، ويحقق لهم ما يسعون إليه من آمال وتطلعات.