تضاربت المعلومات حول موعد توقيع الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية الرامية إلى إنهاء الأزمة الراهنة في اليمن بين حزب «المؤتمر الشعبي العام» الحاكم وأحزاب المعارضة المنضوية في تكتل «اللقاء المشترك»، في حين بات متوقعاً أن يجري توقيعها في الرياض بعد ان يتوصل الأطراف المعنيون إلى توافق على ما تبقى من نقاط غير محسومة في جولة جديدة وأخيرة من المفاوضات برعاية الموفد الأممي جمال بن عمر، الذي عاد إلى صنعاء امس في زيارة سادسة خلال خمسة أشهر. وأعرب بن عمر في تصريح عن أمله في ان تشكل زيارته الحالية فرصة لحل القضايا العالقة، وقال إنها «تأتي في إطار متابعة جهود الأممالمتحدة من اجل التسوية السياسية، وأتمنى أن تكون فرصة لحل القضايا العالقة بين الأطراف السياسيين في اليمن». وكان مجلس الأمن أصدر قراره الرقم 2014 في 21 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي مطالباً الرئيس علي عبدالله صالح بالتنحي عن السلطة من خلال توقيعه فوراً المبادرة الخليجية، وداعياً مختلف الأطراف إلى وقف العنف وإنهاء المظاهر المسلحة، في ضوء تقرير أعده بن عمر وتضمن تحذيرات واضحة لجهة تدهور الأوضاع الأمنية بشكل كبير. وكان الرئيس اليمني أكد قبل ايام تمسكه بالمبادرة الخليجية، ودعا قوى المعارضة إلى طاولة التفاوض، مؤكداً أنه لا بديل من الحوار لحل الأزمات في إطار الثوابت الوطنية والدستور، بعيداً من التناحر والاقتتال. وفي هذا السياق أكدت ل «الحياة» مصادر في الحزب الحاكم ان نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي سيوقع المبادرة الخليجية في صنعاء نيابة عن صالح فور توصل طرفي الأزمة إلى اتفاق نهائي وشامل على الآلية التنفيذية. وأضافت ان قيادات الحزب وحلفاءه وقيادات أحزاب «اللقاء المشترك» وشركاءها قطعوا شوطاً كبيراً في المفاوضات حول الخطوات التطبيقية في مفاوضات جرت خلال الأسابيع الماضية، وانه تم انجاز نحو 80 في المئة من الخطة ولم يتبق سوى خلافات طفيفة يمكن تجاوزها قريباً بعد عودة قيادات المعارضة الموجودة في الخارج إلى اليمن. يذكر أن وفداً لقوى المعارضة اليمنية برئاسة رئيس «المجلس الوطني لقوى الثورة» محمد سالم باسندوه ورئيس تحالف أحزاب المعارضة ياسين سعيد نعمان والأمين العام المساعد لحزب «التجمع اليمني للإصلاح» عبد الوهاب الآنسي غادر صنعاء قبل نحو ثلاثة أسابيع في زيارة شملت روسيا والصين ودول الخليج لشرح رؤية المعارضة لإنهاء الأزمة. وأعلنت المعارضة في صنعاء ان وفدها سيزور الرياض الأحد المقبل بدعوة من وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في إطار الاتصالات المكثفة التي تقوم بها المملكة مع الأطراف بهدف تقريب وجهات النظر وتخفيف حال الاحتقان السياسي والأمني والعسكري. وبحسب مصادر ديبلوماسية في صنعاء، نجحت المساعي السعودية في وقف المواجهات المسلحة بين القوات الموالية للنظام والقوات المناوئة ومسلحي الطرفين في العاصمة قبل إجازة عيد الأضحى.