قال السفير الأمريكي بصنعاء جيرالد فايرستاين إن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح رفض التوقيع على المبادرة الخليجية حتى عودة قيادات المعارضة من الخارج، مشيرا إلى أن ذلك هو ما يؤخر تنفيذ قرار مجلس الأمن الذي دعا صالح إلى توقيع المبادرة الخليجية. ومنذ أكثر من شهر يواصل وفد قيادات المعارضة الذي يضم رئيس المجلس الوطني لقوى الثورة الشعبية محمد سالم باسندوة, والأمين العام للحزب الاشتراكي ياسين سعيد نعمان والأمين العام لحزب التجمع اليمني للإصلاح عبدالوهاب الآنسي جولة خارجية بدأها في موسكو ثم عواصم خليجية وعربية. وأوضح السفير الأمريكي خلال لقائه مساء أمس الأربعاء بزعيم قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر أن العملية العسكرية لنقل السلطة في اليمن غير مجدية وعلى الأطراف السياسية سرعة نقل السلطة دون أي تأخير. وحسب بلاغ صحفي وزعه مكتب الشيخ الأحمر فقد أكد سفير الولاياتالمتحدة بصنعاء أن أمريكا تدعم خيارات الشعب اليمني وعلى شباب الثورة وقيادات المعارضة التعاون في نقل السلطة باليمن, وقال: "لا بد أن نفتح لليمنيين آفاق المستقبل وأي ضمانات مشروطة هي من اختصاص الشعب اليمني الذي يجب عليه التوصل إلى الحل". ووفقا للبلاغ فقد قال الشيخ صادق الأحمر إنه لا يمكن أن يظل على صالح في المرحلة الانتقالية "هو الآمر والناهي"، مؤكدا عدم القبول بالتوقيع على المبادرة الخليجية إذا ما أشارت إلى ذلك. وأعلن الأحمر تأييده لمطالب شباب الثورة الذين يرفضون أي ضمانات لمن قتل أبناء الشعب اليمني، محذرا في السياق ذاته من تجاهل تلك المطالب الثورية. وقال الأحمر مخاطبا السفير الأمريكي: نريد حلا لليمن وليس لصالح، ونحن مع المبادرة الخليجية بصيغتها دون أي تعديلات إضافية. الى ذلك أشارت مصادر مطلعة في صنعاء الى أن المبعوث الأممي الى اليمن جمال بن عمر سيغادر العاصمة اليمنية يوم السبت المقبل وسيرفع تقريره الى مجلس الأمن يوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري, حيث من المرجح أن يصدر المجلس قرارا جديدا بشأن الأزمة اليمنية في ظل عدم توصل الأطراف السياسية الى حل وتسوية وفقا للمبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن رقم 2014 الصادر في 21 أكتوبر/ تشرين الاول الماضي. وكان المبعوث الأممي الى اليمن جمال بن عمر قال إن على المطالبين بالتغيير في اليمن البحث في مرحلة ما بعد صالح. وأضاف بن عمر خلال استقباله أمس الأربعاء وفد المجلس الثوري للشباب بمحافظة تعز: "قرار مجلس الأمن كان واضحاً وإيجابياً بالنسبة للمنادين بالتغيير في اليمن ورحيل صالح". وتطرق بن عمر إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014 الداعي صالح إلى توقيع المبادرة الخليجية والتنحي عن السلطة. كما ذكر بن عمر أن كلا الطرفين في السلطة والمطالبين بالتغيير قرأ قرار مجلس الأمن كل بما يخدم جانبه ومصلحته، لكن في المجمل كان القرار إيجابياً لصالح التغيير في اليمن.