كشف الرئيس الأمريكي باراك أوباما، اليوم الخميس، عن استراتيجية إدارته الجديدة تجاه التغيير الديموقراطي في المنطقة العربية, معلنًا عن حزمة مساعدات لكل من مصر وتونس، في مرحلة ما بعد الثورة, ومعتبرًا أنّ جهود "تجريد إسرائيل من الشرعية ستنتهي إلى الفشل". وقال أوباما في خطاب مخصص للثورات العربية، ألقاه في مقر وزارة الخارجية الأمريكية: "إنّ زعيمين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا قد تنحيا، وكثيرين قد يلحقون بهما", مضيفًا أنّ "شعوب المنطقة ارتقت للمطالبة بحقوقها السياسية". وأضاف: أنّ "الشهور الستة الماضية برهنت على أنّ استراتيجيات القمع لم تعد صالحة", محذرًا في الوقت نفسه من أنّ مساعي التغيير قد تتحول إلى صراعٍ شرس على السلطة. وأشاد أوباما بثورتي مصر وتونس, وقال: "الشعوب في الشرق الأوسط أخذت زمام أمورها", مشيرًا إلى أنّ السلطة هناك كانت تتركز في أيدي عدد قليل للغاية من الأفراد. ووعد الرئيس الأمريكي بتقديم المعونات الاقتصادية لمصر وتونس، بما في ذلك مساعدة الحكومات الجديدة على استعادة الأموال التي فقدتها بسبب الفساد. وقال أوباما: "سنساعد الحكومات الديمقراطية الجديدة على استعادة الأموال التي سُرقت", مشيرًا إلى تعزيز التجارة في المنطقة العربية، ودعم استثمارات القطاع الخاص. وبالنسبة لمصر، وعد أوباما بتخفيف ديون، تبلغ إجمالاً نحو مليار دولار على مدى السنوات القليلة القادمة من خلال آلية لمبادلة الديون تقضي باستثمار هذه الأموال من أجل زيادة فرص العمل للشباب ومساندة المشروعات. وقال أوباما: "إنّ الأولوية القصوى للولايات المتحدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي تعزيز الإصلاح، وأنها ستعارض استخدام العنف والقمع ضد المحتجين", مضيفًا أنّ "الولاياتالمتحدة ينبغي أن تستخدم كل مواردها في الشهور القادمة لتشجيع الإصلاح في الشرق الأوسط". وطالب أوباما الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بأنّ يفي بالتزامه بنقل السلطة, كما طالب زعماء البحرين بتهيئة الظروف للحوار مع المعارضة. وحول مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن, قال أوباما إنّه: "لم يكن شهيدًا، بل كان قاتلاً سفاحًا بعث برسالة كراهية", على حد قوله. وأضاف أنّ "القاعدة كانت قبل مقتل ابن لادن تخسر معركتها", معتبرًا أنّ "الملايين لم يستجيبوا للقاعدة", مشيرًا إلى أنّ إدارته "وجهت للقاعدة ضربة قاصمة". وفي الشأن الفلسطيني, رفض أوباما ما وصفه بأنّه جهد لعزل إسرائيل في الأممالمتحدة في سبتمبر وإعلان الدولة الفلسطينية. وقال أوباما: "بالنسبة للفلسطينيين فإنّ جهود تجريد إسرائيل من الشرعية ستنتهي إلى الفشل. والتحركات الرمزية لعزل إسرائيل في الأممالمتحدة في سبتمبر لن تخلق دولة مستقلة". وأضاف أنّ "أي اتفاق لإنشاء دولة فلسطينية يجب أن يعتمد على حدود 1967 مع مبادلات يتفق عليها الطرفان", مشددًا على "الالتزام الأمريكي بألاّ يهتز بأمن إسرائيل".