أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أمس، في خطاب بالغ الأهمية ألقاه بوزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن حول الثورات التي تعصف منذ ستة أشهر العالم العربي، ترحيب بلاده بالتغيير الحاصل في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مؤكدا أن واشنطن ترفض استخدام العنف ضد شعوب المنطقة وتدعم حقوقا عالمية في التعبير والتجمهر. ودعا أوباما إلى «حوار حقيقي» بين السلطة والمعارضة في البحرين، مشيرا إلى أن على الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أن يلتزم بتعهداته بنقل السلطة، وأن على الرئيس السوري بشار الأسد أن يقود عملية التغيير أو يتنحى. أوضح أوباما أن على أمريكا تغيير سياستها في الشرق الأوسط لأنها إن لم تفعل، فستزيد من التباعد الحاصل بينها وبين العالم العربي. وأعلن برنامجا جديدا للمعونات الاقتصادية يبدأ بمصر وتونس يتضمن مساعدة الحكومات الجديدة على استعادة الأموال التي فقدتها بسبب الفساد. وأشار أوباما لمستمعيه من الدبلوماسيين الأمريكيين والأجانب في خطابه، الذي انتظره كثيرون، إلى أن مقتل أسامة بن لادن يعتبر فرصة لإعادة صياغة العلاقات مع العالم العربي، وقال إن أكبر أولويات أمريكا هي تشجيع التغيير الديموقراطي في أنحاء المنطقة. واتهم طهران بممارسة سياسة منافقة إذ تعلن دعم الاحتجاجات في الخارج فيما تقمع المتظاهرين في الداخل. ورفض أوباما ما وصفه بأنه جهد لعزل إسرائيل في الأممالمتحدة، سبتمبر المقبل. وأورد تفصيلا أكبر مما سبق لمعايير إبرام اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين، لكنه لم يصل إلى حد تقديم خطة سلام أمريكية رسمية. وقال إن أي اتفاق لإنشاء دولة فلسطينية يجب أن يعتمد على حدود عام 1967 مع مبادلات يتفق عليها الطرفان وأن تكون الدولة الفلسطينية المستقلة «منزوعة السلاح». وأوضح أن الالتزام الأمريكي بأمن إسرائيل لا يهتز. وأضاف «بالنسبة إلى الفلسطينيين، فإن جهود تجريد إسرائيل من الشرعية ستنتهي إلى الفشل. والتحركات الرمزية لعزل إسرائيل في الأممالمتحدة في سبتمبر لن تخلق دولة مستقلة». من جهة أخرى، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن ما جاء في خطاب الرئيس أوباما حول إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 هو «ذر للرماد في العيون في ظل الثورات العربية» واتهمته بأنه «منحاز» لإسرائيل. وقال الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري إن حركته «تؤكد أن المصالحة الفلسطينية شأن داخلي والمفاوضات أثبتت عدم جديتها، وحماس لن تعترف بالاحتلال في كل الأحوال». وتابع أن خطاب أوباما «لا جديد فيه ولن يغير قناعة الأمة الإسلامية والعربية بفشل السياسات الأمريكية بالمنطقة وانحيازها الكامل لدولة الاحتلال». وأشار إلى أن «أوباما ليس بحاجة لمزيد من الشعارات، إنما لخطوات عملية تحافظ على حقوق الشعب الفلسطيني والأمة العربية». وفي المقابل، أعلن المفاوض الفلسطيني صائب عريقات أن الرئيس محمود عباس دعا القيادة الفلسطينية إلى اجتماع طارئ بعد خطاب أوباما. وتابع «حرصا منا على إنجاح جهود الرئيس أوباما نؤكد التزامنا بكل ما يترتب علينا من التزامات خاصة ما ورد في خريطة الطريق ومبادرة السلام العربية آملين أن تقوم حكومة إسرائيل بالمثل لإعطاء عملية السلام الفرصة التي تستحق». وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينه إن «خطاب الرئيس أوباما مهم وسيتم الرد عليه خلال 24 ساعة من قبل القيادة الفلسطينية» .