أشتدت المواجهات العنيفة في إقليم الأحواز امس، جنوب غربي إيراني، بين قوات الحرس الثوري الإيراني والثوار الأحوازيين الذين يطالبون بالاستقلال، خلال ما أطلقوا عليها «جمعة التحدي»، وقد أسفرت المواجهات عن مقتل العشرات من المتظاهرين واعتقال المئات، بينما قُتل ثلاثة من القوات التابعة للحرس الثوري. وقال محمود أحمد الأحوازي، المنسق العام للجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية في إيران، إن مظاهرات الأحوازيين ضد السلطات الإيرانية منذ يوم «جمعة الغضب» 15 أبريل (نيسان) الحالي، وحتى «جمعة التحدي»، أمس، أسفرت عن مقتل 40 شخصا وإصابة 130، واعتقال 500. وكشف محمود، بحسب ما نشرته "صحيفة الشرق الأوسط" اليوم، أن قوات الأمن الإيرانية منعت الثوار من صلاة الجمعة في المساجد التي تستخدمها كمعسكرات للجنود، لكنهم استطاعوا أن يسيطروا على ثلاثة أماكن في مدينة القصبة ويصلوا الجمعة داخل المساجد.مشيرا إلى أن القوات الإيرانية التي جاءت للأحواز قبل يومين من طهران، أبلغوا بأنهم أمام حرب ضد «الوهابيين الكفرة، ومن يقتل وهابيا يدخل الجنة»، كما أن الإيرانيين أرسلوا قوات خاصة وفرقا مندسة من قوات بدر التابعة للمجلس الأعلى الإسلامي (الإيراني)، التي تعمل في العراق، ليدخلوا وسط المتظاهرين ويهتفوا معهم، ثم بعد ذلك يعتقلون الثوار ويقتلونهم. وقال محمود إن يوم الأحد المقبل سيتجمع الأحوازيون أمام مكتب رئيس الوزراء البريطاني، لمطالبة الاتحاد الأوروبي بالتدخل لمنع المجازر ضدهم في إيران. من ناحيته، كشف ناصر جابر، رئيس المكتب الإعلامي لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز، أن قوات الحرس الثوري الإيراني قامت باعتقال المئات من الأحوازيين، أمس، وبمداهمات لمنازل القيادات المعارضة، كما قاموا بإرسال رسائل عبر الهاتف تهدد أهالي الأحواز بالقتل في حاله خروجهم يوم «جمعة التحدي».وكشف جابر في اتصال هاتفي من الدنمرك، عن تعاون بين قوات الحرس الثوري وحزب الله اللبناني لقمع المتظاهرين، وقال: «استطعنا كشف ذلك من خلال بعض المعتقلين الأحوازيين الهاربين الذين أكدوا أن من يحقق معهم كانوا يتحدثون اللهجة اللبنانية». وقال جابر أن هناك معسكرا كبيرا في الأحواز لتدريب العرب المتعاونين مع النظام الإيراني، يسمى «great comp»، وهناك معسكر آخر في شمران (شمال طهران) يتلقون فيه تدريباتهم العسكرية.وأثنى جابر على موقف المعارضة الإيرانية، شيرين عبادي، الحاصلة علي جائزة نوبل للسلام، التي طالبت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان بإجراء تحقيق حول أحداث العنف التي شهدها الإقليم في الأيام القليلة الماضية، على الرغم من أن «الحركة الخضراء» المعارضة، التي يتزعمها الإصلاحيان مير حسين موسوي ومهدي كروبي وتضم عبادي أيضا، لم تتعرض ل«المجازر التي يتعرض لها الأحوازيون» في نضالهم من اجل حقوقهم المنتقصة.