وسط انشغال العرب في الأحداث التي تشهدها أقطار عربية عدة تواصل سلطات الاحتلال الإيراني إبادة العرب في الأحواز، التي غيرت اسمها إلى (خوسستان)، بعد أن احتلتها بالتآمر مع القوة الاستعمارية البريطانية في منتصف ثلاثينيات القرن الماضي. العرب في الأحواز، الذين أحيوا انتفاضة إبريل، التي اندلعت عام 2005م احتجاجاً على الاحتلال الإيراني، واجهتهم قوات الاحتلال الفارسي بالنار والقتل؛ فسقط 30 شهيداً وسط وانشغال عربي وصمت دولي تجاه مجازر إيران في الأحواز العربية رداً على مظاهرات مطالبة بالاستقلال. الخارجية البريطانية التي تستشعر ذنباً أدبياً تاريخياً؛ لأنهم هم الذين مكنوا إمبراطور إيران من اعتقال الشيخ خزعل الكعبي واحتلال إمارة الأحواز العربية، وضمها لإيران، ذكرت أن الأحداث التي تشهدها مدن الأحواز العربية هي الأسوأ التي عرفها الإقليم العربي؛ حيث حاول سكان محليون تنظيم مسيرة للتضامن مع محتجين آخرين، غير أن السلطات الإيرانية اعترضت ذلك، واعتقلت المئات. وأوضحت الخارجية أن الأمن الإيراني استخدم الذخيرة الحية في مواجهة المحتجين، وأن أكثر من 30 شخصاً لقوا حتفهم. وكانت مدن الأحواز قد شهدت مظاهرات حاشدة الشهر الماضي في ذكرى انتفاضة إبريل العام 2005م ضد الاحتلال الإيراني. ووجهت جماعات المعارضة نداء استغاثة للعالم الحُرّ والمنظمات التابعة لمراكز حقوق الإنسان للتدخل العاجل، وإيقاف الجرائم الإيرانية بحق المتظاهرين المسلمين بالأحواز. وأفادت المعارضة بحدوث حالات تسمم تعرض لها العشرات من المتظاهرين نتيجة إطلاق قوات مكافحة الشغب الغازات المسيلة للدموع عليهم في العديد من المناطق. وذكرت المصادر أن المصابين بسبب تخوفهم من الاعتقال رفضوا الذهاب إلى المستشفيات. إلى ذلك، نقلت مصادر من مدينة البستين غرب الأحواز توطين عدد كبير من الفرس في المدينة. وأكدت المصادر أن الاحتلال الفارسي جهَّز المستوطنين الجدد بالأسلحة الخفيفة تحسباً لأي هجوم عليهم من قِبل المواطنين الأحوازيين الذين يرفضون وجود المستوطنات الفارسية على أرض الأحواز، وفي الوقت نفسه جهَّزت لهم أرقاماً خاصة للاتصال بالشرطة حين حصول أي هجوم عليهم من قِبل الأحوازيين. وللاحتلال الإيراني برامج مدروسة، تقوم على تغيير الديموغرافية العربية في الأحواز المحتلة خلال عشرة أعوام.