حملة اعتقالات واسعة، مداهمات البيوت، تشريد الأبناء، دموع، أحزان، غضب، سخط واستياء، هكذا هي أجواء العيد في الأحواز. وتمسكا بالتراث والتقاليد العربية الإسلامية، جرت العادة في الأحواز أن يرتدي الرجال الثياب العربية التقليدية وهي الدشداشة والكوفية والعقال، بدءاً بإقامة صلاة العيد، ومن ثم تبادل التهاني والزيارات، ولا تمنح السلطات الإيرانية إلا يوما واحدا فقط لعطلة العيد. وفي الوقت الذي يصرّ فيه الأحوازيون على أن يكون عيدهم مطابقا لإعلانه في الأراضي المقدّسة، فإن السلطات الإيرانية غالباً ما تؤجل الإعلان عن العيد بيوم أو يومين بعد الإعلان عنه في مكةالمكرمة. وفي كل عيد، تخرج الجماهير الأحوازية بمسيرات غضب تندّد بالاحتلال الإيراني، رافعة صور الشهداء والمعتقلين، ويدوي هتاف “عيدك مبارك يا أخي اللي بالسجن” في سماء الأحواز. ولا ريب أن مثل هذه الطقوس تثير اشمئزاز السلطات الإيرانية التي تحارب الهوية العربية، وتسعى إلى طمس معالمها في الأحواز. وفي كل عام وقبيل عيد الفطر بأيام، تشن سلطات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة النطاق ضد المواطنين الأحوازيين، وعلى وجه الخصوص الناشطين والفاعلين من أبناء الحركة الوطنية الأحوازية، وتضاعف أعداد قواتها الأمنيّة والقمعية في جميع المناطق الأحوازية لقمع أي تجمع للمواطنين، وتتحول الأحواز في العيد إلى معسكر كبير يعج بقوات الحرس الثوري والأمن والباسيج والشرطة لتراقب المواطنين في جميع تحركاتهم، ولتقتل فرحة العيد عند الصغار قبل الكبار، فتحولها إلى حزن عميق في كل الأحواز.