ارتسمت الابتسامة العريضة على شفاه سعوديات، عقب تخرجهن في الجامعات، فبينما حلمت «سعاد» أن تصبح طبيبة، كانت «فاطمة» تنتظر أن تقف أمام طالبات كثر، تعلمهن قواعد النحو والصرف، على الجانب الآخر، رسمت «منى» صورة جميلة لأسرتها الفقيرة، بأن الغد سيكون أفضل من اليوم، بعد أن تجد وظيفة مناسبة، تضمن للأسرة دخلاً جيداً، بيد أن أحلام الفتيات تبخرت، عندما لم يجدن وظائف شاغرة في وزارة الخدمة المدنية، وعثرن عليها في دول خليجية أخرى، رحبت بالسعوديات، قابلتهن بالعمل الجاد والعيشة الكريمة والوجه الحسن وذلك وفقا لتقرير نشرته " صحيفة اليوم السعودية " .. فبعد تخرج مريم س في الجامعة، ظلت قابعة في البيت لمدة ست سنوات، لم تترك بابا إلا وطرقته، وكانت أسرتها تتطلع أن تفتح لهم بعد تخرجها بابا من السعادة والرفاهية، غمرتها السعادة عندما علمت بالتقديم للتدريس في دولة قطر، والمميزات التي ستحصل عليها في تلك الوظيفة، فكرت مليا، لكن المسافة التي تقطعها من الأحساء إلى الدوحة، مشابهة تماما للتي تقطعها زميلتها إلى قرية نائية في المملكة، بل ربما أقرب قليلا، حزمت أمتعتها وتوجهت إلى مدرستها الجديدة، بعد أن أخذت أوراق قبولها، ولم تكن قطر بعيدة بثقافتها وعاداتها عن الأحساء، كما تقول مريم، بل وجدت كل ترحيب واحترام، وكأنها في السعودية، لم تفكر يوما في معاودة المحاولةوالعودة للتقديم في ديوان الخدمة المدنية بالمملكة، وكل ما تنتظره زوج قطري تستقر معه في الدوحة. كل اسبوع أما زميلتها حصة. ح، فعاشت في مدينة الدوحة مع خالتها المتزوجة من قطري، ويحضر أخوها كل اسبوع لإعادتها إلى عائلتها في الخبر. وتقول حصة: «العمل متعب جداً، والمشوار الإسبوعي طويل، لكنني أشعر بالسعادة، لحصولي على وظيفة وأداء رسالتها، التي طالما انتظرتها»، مضيفة أن «معظم زميلاتي عملن في مدارس خاصة، براتب 1500 وأجد نفسي الأوفر حظا منهن كما أعتقد». أما ل. ناصر، فتحمل هم الطريق، يومياً، وتخشى مخاطره وتأخرها المستمر، بالرغم من ارتياحها للعمل مع زميلاتها القطريات ووجود عوائل سعودية كثيرة هناك، وتقول: «أشعر أنني في بلدي، وكل ما كنت أخافه، تلاشى تماما، لا سيما وأنني أعتبر البيئة القطرية مشابهة للحياة والبيئة السعودية المحافظة، وكل ما يربك حياتي حاليا هو ارتباطي واستعدادي للزواج في المملكة، مما سيضطرني لترك العمل في قطر، بل أشعر أحيانا بأنني سأفقد جزءاً مهماً من حياتي»، مشيرة إلى أن «كل مشاكل العمل استطاعت مديرتي تذليلها لي، فهي متعاونة تماما وتقدر الظروف». وتقول «ح. ر»، المعلمة في الكويت «جئت لمنطقة الخفجي من الحدود الشمالية للمملكة، عندما علمت بفتح باب القبول على وظائف تعليمية في الكويت، وحرصت على تقديم ملفي هناك، وبعد إخفاقي مرات عدة، في المقابلة الشخصية، تم قبولي للتدريس في منطقة أم الهيمان القريبة من الخفجي، واستأجرت شقة لي ولأبنائي، واستطعت أن أعوض معاناة 7 سنوات، كنت أقدم فيها أوراقي لوزارة الخدمة المدنية في المملكة، التي لم تسمح لي الفرصة بالحصول على وظيفة معلمة». وتحكي «ع.الشمري» عن معاناتها مع ديوان الخدمة المدنية، وتقول: «لم يحالفني الحظ في إيجاد وظيفة مناسبة من خلال مكتب الخدمة المدنية، وبعد زواجي من مواطن كويتي، وتقديمي بطلب وظيفة في الكويت، حصلت على فرصة وظيفية بحمد الله، وسكنت هناك».وتختلف معاناة «ن .القحطاني» عن معاناة الأخريات، وتقول: «معاناتي يومياً متجددة، فحال وصولنا للجمارك، ونزولنا من الباص للتطبيق، ونظرا لأعدادنا في الباص، نصل إلى المدارس متأخرين وفي وقت الظهيرة، واحيانا نواجه زحمة في الجمرك، وأحيانا نقضي وقتا ضائعا لتبديل موظفي الجمرك، ونصل إلى منازلنا تقريبا بالتزامل مع أذان العصر»، مطالبة «زميلاتي الجوازات بإيجاد مسار للموظفين أمثالنا، أسوة بالمسار المخصص لمن يحمل بطاقة المنطقة المقسومة». أبواب المحلات وتقول «م .س» إنه «في الآونة الاخيرة، انتشرت إعلانات سائقي الباصات إلى مناطق الكويت بشوارع الخفجي، وعندا أبواب المحلات التجارية، والمكتبات وأرقام جوالاتهم، وعند الاتصال بهم، يغالون بالسعر، فمنهم من يطلب 1000 ريال شهرياً، ومنهم من يطلب 1500 ريال، وفي بعض الأحيان اذا كانت السيارة حديثة ومكيفة ومجهزة بعجلات جديدة، يرفع السعر إلى 1800ريال».