القضية رغم مضي أكثر من 20عامًا على تخرجهن من الجامعات وبتقديرات عالية وحصول البعض منهن على الدبلوم التربوي، إلا أن كل ذلك لم يشفع لهن في الحصول على وظيفة مناسبة. وفيما يؤكد الخبراء أن ما يجري هدر للمال العام واستنزاف للطاقات والموارد بدون جدوى. رأى أعضاء بالشورى أن السبب وراء هذه المشكلة غياب التخطيط الإستراتيجي لاحتياجات سوق العمل. وتطالب الخريجات بالعدالة في التوظيف وكذلك التثبيت على الوظائف التعليمية أسوة بخريجات كن يعملن بعقود عمل مؤقتة واستفدن مؤخرًا من الأمر الملكي الصادر بشأن تثبيت موظفي الدولة. المشكلة لازالت بعض الجامعيات المتخرجات منذ سنوات بعيدة يبحثن عن فرصة لتحقيق حلمهن بالوظيفة وخدمة الوطن رغم أن بعضهن أصبح لديهن أحفاد. التوصيات حصر المعلمات اللاتي لم يحصلن على وظيفة منذ أكثر من 10 سنوات منح الأولوية للخريجات القدامى في التوظيف سد الثغرات في قرارات التوظيف. الخريجة التي اختارت لنفسها اسم أم عبدالله قالت: أنها تخرجت في جامعة الملك سعود عام 1413 ه ولم تحصل على اي فرصة وظيفية طوال سنوات البحث التي تزيد عن 20 عامًا زاعمة أن الشروط والمجاملات التي تحدث في كل عام تحرم خريجات وتتيح لأخريات لم يمضِ على تخرجهن أكثر من 4 إلى 5 سنوات فرصة التعيين. وتقول أم عبدالله: إن الخدمة المدنية تكتفي بمنحها نقاطًا في الأقدمية للعشر السنوات الأولى مشيرة إلى أن أبناءها يدرسون في الجامعات والمدارس وهي لا زالت تبحث عن الوظيفة. أما سوزان الغامدي تخرجت في جامعة أم القرى عام 1415/1414ه في تخصص الدعوة والثقافة الإسلامية مع إعداد تربوي بتقدير جيد جدًا تقول: تقدمت لديوان الخدمه المدنيه منذ عام 1415ه بدون فائده وفي عام 1430ه ظهر اسمي ضمن المرشحات في أبها وعندما توجهت لإكمال إجراءات تعييني تم استبعادي بحجة إثبات الإقامة لتذهب الوظيفة لخريجة أخرى قد تكون نقاط مفاضلتها أقل وسنوات انتظارها للوظيفة قد لا تصل نصف سنوات الانتظار لدي. وأضافت: رفعت عدة شكاوى وبرقيات دون جدوى وأنا أصبحت أمًا لخمسة أبناء أكبرهم يدرس في المرحلة الجامعية. محاولات متعثرة وتلتقط الحديث خريجة أطلقت على اسمها نوال وتقول: إنها تخرجت في جامعة الدمام بالمنطقة الشرقية عام 1423ه، وبعد أن فقدت الأمل في الوظيفة التعليمية بدأت في البحث عن وظائف حكومية دون جدوى وبعدها ألهمها فكرها في البحث عن وظيفة في المدارس الأهلية إلا أنها لم تجد أي قبول بحجة عدم وجود خبرة لديها. وتقول في عام 1425 اتصلت على مدرسة أهلية بالقرب من بيتي ووقعت معهم عقدًا لمدة سنتين ثم ذهبت لمدرسة أخرى ولكن الراتب 1600 لا يفي بمتطلباتي كمعلمة. وفي عام 1427 قدمت على وظيفة معيدة وبدون جدوى لأنى لست حديثة التخرج، وبعدها قررت أن أعود للدراسة والحصول على درجة الماجستير وكنا أكثر من 1000 متقدم فيما تم قبول 4 مرشحين فقط. ودرست دبلومًا عاليًا وتحملت 20 ألف ريال تكاليف الدراسة ولم يشفع لي كل ذلك بالحصول على الوظيفة وتقول: إنها عاصرت آلية التوظيف بكل مراحلها بدءًا من الملف العلاقي الأخضر ثم عن طريق موقع وزارة الخدمة المدنية وآخرها موقع جدارة ولكن لم أترشح لأي وظيفة رغم أن نقاطي في التوظيف فاقت 85 نقطة. وتقول صباح العوفي: إنها تخرجت منذ عام 1420 ه، ولا زالت تبحث عن التعيين كمعلمة أو إدارية مطالبة بتعويضها عن كل السنوات الماضية والتعيين حسب اأقدمية. وتشاركها زميلتها زينب الأنصاري التي تخرجت عام 1422 قسم جغرافيا وحصلت على درجة الدبلوم التربوي ومنذ ذلك العام لم تظفر بأي وظيفة. أما حصة الحارثي والتي حصلت على شهادتها عام 1421ه في تخصص اللغة العربية تقول: بعد أن تبخرت الأحلام ودبَّ اليأس إلى قلبي رفعت شكاوى وبرقيات عديدة للجهات كافة، أطالب فيها بتوظيفي وجميعها تعود الى وزارة الخدمة المدنية ولم أجد أي رد أو إجابة مشيرة الى تعيين الكثير من الخريجات بعدها رغم أن نقاطهن الوظيفية أقل. وتقول الخريجة منيرة العتيبي بكالوريوس لغة عربية: إنها تخرجت عام 1418 / 1419 ه، ومنذ ذلك العام وهي تبحث عن وظيفة وتقول كنت في قمة حماسي ونشاطي وانتظر فرصة توظيفي لأبدع في عملي ولكن للأسف قتلت كل أحلامي وأمنياتي وأصبحت أعيش للأكل والنوم فقط. وتقول الخريجة هلا الدوسري التى حصلت على البكالوريوس في تخصص الأحياء عام 1426ه ولم تشفع لها مؤهلاتها في الحصول على وظيفة. اجتزت دورة في الحاسب الآلي وإدخال البيانات، ولكن دون فائدة، وسافرت لإدارة تعليم نائية لأقدم لها شهاداتي بعد أن خذلتني مناطق التعليم القريبة مني. وتقول حمدة النفيعي خريجة جامعة الملك سعود 1423/ 1424 ه في تخصص الرياضيات: إن طلباتها الوظيفية منذ أيام الملف العلاقي إلى الآن لم تجد أى أذن صاغية. وأوضحت في بعض الأحيان يرفض توظيفنا بحجة عدم حصولنا على درجة الدبلوم التربوي. وبعد أن حققنا الشرط استحدث شرط جديد وهو إثبات الإقامة وهنا بدأت المعاناة الحقيقية حيث كذب البعض وزوروا في المستندات حتى يظفروا بالوظيفة وتوظفت خريجات نقاط مفاضلتهن أقل من النقاط التي حققتها. شهادة حبيسة الأدراج وتقول نوال الحربي: إنها تخرجت قبل13 عامًا وذبلت أوراقها بحجة الاكتفاء، كما رفضنا حافز بسبب كبر العمر، ولم نترك بابًا دون أن نطرقه بدون جدوى. وقالت نحن لا نطلب سوى وظيفة أسوة بالمعينات حديثًا. أما نورة الزهراني والتي تخرجت في جامعة الملك عبدالعزيز في عام 1425ه، تخصص علم اجتماع تقول: انتظرت الوظيفة لتسع سنوات، ورغم الاحتياج بجميع المدارس الحكومية لتخصص علم الاجتماع إلا أن وزارة التربية والتعليم تكلف المعلمات القديمات القيام بمهام الارشاد. غياب التخطيط الإستراتيجي من جهته قال الدكتور طارق كوشك الخبير الأقتصادي: إن غياب التخطيط الإستراتيجي طوال السنوات الماضية كان السبب في بقاء الخريجات بدون وظيفة. وأضاف: إن متوسط تكلفة تعليم الطالب في التعليم العام تتجاوز 150 ألف ريال من لحظة دخوله المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية العامة، فيما تقدر تكلفته في التعليم العالي أكثر من 100 ألف ريال وللأسف كان هناك غياب في الرؤية بشأن إمكانية توظيف هؤلاء لعدم تخطيط آلية القبول والأقسام والتخصصات التي يجب التوسع في القبول فيها وكنا في نهاية كل عام نعاني ازمة قبول، لأن ما يهم كان كيفية قبول خريجي الثانوية العامة بأي تخصص. وأضاف إن التعليم لدينا لا زال بحاجة الى كثير من التطوير والتحديث والتحسين مشيرًا إلى أن بقاء الخريجات في منازلهن في انتظار الوظيفة طوال السنوات الطويلة هدر للمال العام وعلى المسؤولين معالجة هذا الأمر والبدء في استثمار هذه الطاقات التي يتقدم العمر بها دون أن يقدمن ما يحلمن به على مدى أكثر من 20 عامًا.