بينما تمتد الاحتجاجات في عدة مدن سورية، أفاد شهود عيان بأن عناصر الأمن تستخدم عصابات إجرامية يطلق عليها اسم "الشبّيحة" للاعتداء على المتظاهرين وقمعهم، بحسب تقرير أعده المزميل عدنان السوداي ونشره موقع العربية نت. وقد أخرجت الاحتجاجات التي طفت على الساحة في الدول العربية، أخيراً، مصطلحات لم تكن معروفة على نحو واسع، و"الشبيحة" أحدها. ويطلق هذا المصطلح على عصابات مسلحة تعتبر نفسها فوق القانون وتفرض سلطتها بمنطق العضلات والقوة، وهي لا تختلف كثيراً عن "البلطجية"، عدا أن الوصف الأخير يطلق على جماعات كهذه في مصر، بينما مصطلح "الشبيحة" تعبير متداول في سوريا التي تمر هذه الأيام بأزمة احتجاجات شملت مدناً عدة في البلاد. وأصل التسمية ليس معروفاً بدقة، فهناك أقاويل تذكر أن التسمية تعود إلى أن ممتهن التشبيح يظهر كالشبح لضحاياه، بينما أقاويل أخرى تعيد أصله إلى نوع من السيارات كانت تلقب بالشبح، بحيث درجت هذه العصابات على تصيد أصحاب هذه السيارات ومصادرتها أو سرقتها منهم. وتقوم هذه العصابات بأعمال إجرامية كالتهريب والاتجار بالبشر وسرقة الممتلكات المميزة، من دون أن يستطيع أحد الوقوف أمامها أو ردعها، إذ يستمد عناصرها قوتهم هذه من الدعم المطلق الذي يلقونه من شخصيات نافذة لاسيما تلك التي لا تظهر في الواجهة السياسية للبلاد. وخلال التظاهرات الأخيرة كان للشبّيحة دور بارز في إسكات المعارضين، بحسب شهود العِيان الذين قالوا إن السلطات الأمنية استعانت بهم لضرب المتظاهرين والاعتداء عليهم وقتل بعضهم. ويستخدم الشبيحة العصي والسكاكين وآلات حادة كثيرة وأحياناً السلاح الخفيف. وهذه العصابات ليس لها هيكل مؤسساتي معروف أو تنظيم تسير عليه، لذا لا يمكن تحديد أعداد أفرادها، لكن التقديرات تشير إلى أنهم ما بين خمسة إلى 10 آلاف شخص، يتركزون في مدن الساحل السوري غالباً، لاسيما القرداحة وطرطوس واللاذقية.