شهدت شوارع العاصمة الليبية طرابلس وغيرها من المدن مظاهرات حاشدة احتجاجًا على الخطاب الذي ألقاه سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، في ساعة مبكرة من صباح الإثنين. وذكر شاهد عيان أن الشباب الليبي خرج إلى شارع عمر المختار أحد أكبر شوارع طرابلس مرددين هتافات "ليبيا واحدة ليبيا حرة". وتجمع محتجون مناهضون للحكومة في شوارع طرابلس وأعلن زعماء قبليون رأيهم صراحة ضد القذافي وانضمت وحدات بالجيش للمعارضة في الوقت الذي تشهد فيه ليبيا المصدرة للنفط واحدة من أدمى الثورات التي تهز العالم العربي. ونقلت وكالة "رويترز" عن أحد العمال الوافدين قوله: إن محتجين في شوارع العاصمة الليبية طرابلس رشقت بالحجارة صورا للقذافي في الوقت الذي استخدمت فيه الشرطة الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريقهم. وأضاف الرجل، أن"الناس في الشارع يهتفون الله اكبر ويرشقون صور القذافي بالحجارة.، وقال: إن "الشرطة تطلق الغاز المسيل للدموع في كل مكان." جاء ذلك فيما حذر سيف الإسلام القذافي نجل القذافي من قيام حرب أهلية في ليبيا واستعمار جديد للبلاد في حال عدم التوصل إلى اتفاق يعيد النظام. وفي واشنطن، قال مسئول أمريكي انه يجري إطلاع الرئيس باراك أوباما بشكل منتظم على التطورات السريعة في ليبيا وإن إدارته ستسعى إلى الحصول على "إيضاحات" من كبار المسئولين الليبيين مع حثها على إنهاء أعمال العنف ضد المتظاهرين. وفي مدينة بنغازي الساحلية بدا أن المحتجين يسيطرون بشكل كبير على المدينة بعد أن اجبروا قوات الجيش والشرطة على الانسحاب إلى مجمع. وأضرمت النار في مبان حكومية ونهبت. وفي أول علامة على وقوع اضطرابات خطيرة في العاصمة اشتبك آلاف المحتجين مع أنصار القذافي. ودوت أصوات إطلاق النار خلال الليل واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين رشق بعضهم صور القذافي بالحجارة. وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش إن 223 شخصا على الأقل قتلوا خلال خمسة أيام من العنف. وكان معظمهم في بنغازي مهد الانتفاضة وهي منطقة قبضة القذافي فيها اضعف دائما من المناطق الأخرى في ليبيا.