مكة أون لاين - السعودية يمكن أن نعرف العلم بأنه المعرفة المنهجية المنظمة. وعلوم بالجمع تشير إلى مجمل ميادين المعرفة التي يطالها النشاط العلمي في عالم اليوم. حسب كلود برنارد (1813م-1878م عالم فرنسي) منذ القرن التاسع عشر كتب «العالم الحقيقي هو الذي يعتنق في آن واحد النظرية والممارسة التجريبية: إنه يلاحظ حقيقة واقعة، وتولد فكرة في ذهنه عن هذه الحقيقة، ثم يفكر حول هذه الحقيقة ويصمم تجربة لدراستها، ومن نتائج هذه التجربة تولد ظواهر جديدة عليه ملاحظتها». رغم أن مناهج العلوم تطورت في نصف القرن الأخير إلا أن شرح كلود برنارد لماهية العلم يظل صحيحا إلى حد كبير اليوم، ورغم تنوع ميادين العلم الحديث فالعلوم غالبا (بشتى اختلافاتها) لا تبتعد كثيرا عما يقوله كلود برنارد قبل نحو قرنين من الزمان. منذ القدم حاول العلماء والفلاسفة تصنيف العلوم أو ميادين المعرفة. من أشهر التصنيفات التي نعرفها تقسيم فرانسيس بيكون الشهير للفلسفة إلى فلسفة لاهوتية تدرس الله والإيمان، وفلسفة إنسانية تدرس الإنسان وفلسفة طبيعية تدرس الطبيعة. اليوم هناك تقسيمات متعددة للعلوم ازدهرت منذ انفجار المعرفة في القرن التاسع عشر. يمكن تصنيف العلوم حسب مادة دراستها وبحثها إلى: أولا: العلوم الشكلية أو المنطقية وتشمل العلوم التي تدرس أشياء مجردة مثل الأرقام، تشمل هذه العلوم الرياضيات والمنطق والمعلوماتية. ثانيا: العلوم الطبيعية أو علوم الطبيعة وتشمل العلوم التي تدرس المادة (والطاقة) في الكون مثل الكيمياء والفيزياء وعلوم الحياة. هذه العلوم تقوم على دراسة كل ما هو موجود أو ينتج في الطبيعة دون تدخل الإنسان. وتسمى أحيانا العلوم المحضة أو العلوم الدقيقة لتمييزها عن الفرع الآخر (ثالثا) الذي لم يكن (تقليديا) يعتبر قادرا على التنبؤ وبناء النماذج. ثالثا: العلوم الإنسانية أو الاجتماعية: وهي تلك العلوم التي تدرس الإنسان سواء على مستوى الفرد أو الجماعة. علم النفس يدرس مثلا الإنسان في نواحيه العقلية والنفسية. علم الاجتماع يدرس الظواهر الاجتماعية وعلم التاريخ يدرس الظواهر التاريخية.. الخ. لكل علم خصوصيته من حيث مادة / موضوع الدرس وحدود هذا الدرس ولكن العلوم تشترك جميعها في أنها تنتهج المنهج العلمي أو الطريقة العلمية. يتلخص المنهج العلمي في الملاحظة والتجريب، فكل معرفة علمية تبدأ بالملاحظة وتنتهي إليها.