مكة أون لاين - السعودية في أبسط تصنيف للعلوم، يمكن القول إنها تنقسم إلى قسمين: علوم الطبيعة التي تختص بدراسة المادة والطبيعة، سواء الحية أو غير الحية مثل الكيمياء والبيولوجي، والعلوم الإنسانية التي تختص بدراسة الإنسان (أفراد ومجموعات) وتفاعله مع البيئة مثل علم الاجتماع والسياسة وعلم النفس. وتسمى مجمل العلوم الإنسانية أيضا العلوم الاجتماعية لأن الإنسان الذي تدرسه وتدرس هذه العلوم تفاعله مع الطبيعة أو مع الآخرين يوجد دائما في سياق اجتماعي. وما تجب الإشارة إليه هو أن العلوم الإنسانية علوم تجريبية، أي تستخدم الملاحظة والتجربة في مناهجها. بالنسبة للدارسين، يعتبر أوغوست كومت (باحث ومفكر فرنسي 1798م-1857م) هو مؤسس العلوم الاجتماعية، حيث درس العلاقات بين الأفراد والمجتمع وبحث عن القوانين التي تحكم هذه العلاقات ودرس تطور المجتمع عبر التجريب والبرهنة ليخرج بتقسيمه الشهير لمراحل تطور المجتمع. يدرس الباحث أو العالم في العلوم الإنسانية مجموعات محددة في المجتمع بحثا عن القواعد التي تحكمها ويستخلص النماذج التي تشرح كيف تأتى أن المجتمع (أي مجتمع) كما هو في الواقع. يعتقد الباحثون أن مصطلح «العلوم الاجتماعية» ظهر لأول مرة في الإنجليزية عام 1824 في كتاب لوليام تومسون (مصلح ومفكر إيرلندي 1775م-1833م) ومنذ ذلك الوقت تطورت العلوم الإنسانية وصار من منهجياتها ما يعرف ب»الملاحظة بالمشاركة» والتي في أبسط صورها تتمثل في مشاركة الباحث الناس حياتهم لجمع المعلومات والبيانات وملاحظة العلائق التي تربطهم والآليات التي تحكم تطورهم. تساهم الدراسات في العلوم الإنسانية بإنتاج معرفة منهجية عن المجتمع في جوانبه الأخلاقية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية، وفي المجتمعات المتقدمة يسترشد صناع القرار بهذه المعرفة لسن التشريعات واتخاذ القرار في إدارة المجتمع. ولأنها علوم، فإنها تتبع «المنهج العلمي» للوصول إلى المعرفة بخصوص الفرد في المجتمع والمجتمع ككل. والمنهج العلمي يبدأ دائما بالملاحظة، ملاحظة العنصر أو العناصر محل الدرس. بعد الملاحظة تأتي الفرضية عن العلاقات التي تربط العناصر، ثم ننتقل إلى آليات التجريب وجمع البيانات لاختبار صدق الفرضية وننتهي بالنموذج أو مجموعة القوانين التي تفسر الظاهرة. وتتطلب الموضوعية أن ينحي الباحث أمنياته أو رغباته جانبا ويتقبل نتيجة البحث مهما تكن.