مكة أون لاين - السعودية إضفاء القداسة وإسباغها على بني البشر من غير الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين يعني تغييب العقل وإغلاق الفكر لكل ما يصدر من أولئك «المقدسين» من قول أو عمل.. ينتفي عند هؤلاء المؤمنين بمقدسهم القول بأنه «كل يؤخذ منه ويرد عليه إلا صاحب ذلك القبر» صلى الله عليه وآله وسلم.. فيأخذون من شيخهم كل شيء ولا يعترضون عليه في شيء مهما تعارض ذلك مع المنطق واختلف مع الحقيقة وتنافى مع العقل.. عندما يخطب شخص مثل حسن نصرالله أمين عام حزب الله اللبناني في أتباعه الذين يعدون بالآلاف وينافي أبسط قواعد المنطق فلا يرفض أحد ما يقول ويدعي ولا ينكرونه ويأخذونه مسلما به كحقيقة مطلقة عندها نعلم أن العقل قد تم تغييبه والفكر قد جرى إغلاقه.. تناقض واضح صريح صارخ.. عبث وهرطقة ومغالطات.. ومع ذلك يؤمن بها أتباعه يقينا ويصدقونها حقيقة ويعتقدونها إيمانا مطلقا.. يسرق أحدهم وتثبت عليه السرقة ويوقع عليه الجزاء والعقوبة ثم يرفعه أتباعه ومقدسوه فوق الحقائق وينزهونه عن جرمه ويتكالبون على كل من ينتقده ناهيك عمن يجرمه.. وفوق كل ذلك يجرمون ويقذفون ويتطاولون على المجني عليها.. كل ذلك بسبب القداسة المضفاة إليه المسبغة عليه.. فأي عمى ذلك؟ إضفاء القداسة على بشر من غير الأنبياء والرسل جهل وسذاجة.. استغباء من المقدس وغباء من المقدس.. استغلال واستخدام وتسخير للبسطاء.. يسوطونهم بالجزر إن فكروا.. ويجلدونهم بالنهر إن ناقشوا وجادلوا وتساءلوا.. ويرهبونهم بالنفي والعداء والعقوبة المغلظة والتهديد بأبشع أنواع الإيذاء إن هم اعترضوا أو وقفوا ضدهم وضد رؤاهم وفكرهم ورغباتهم وأعاقوهم في تحقيق أهدافهم ووصولهم غاياتهم وبلوغهم مآربهم.. لا قداسة لبشر من غير الأنبياء والرسل.. وكل يؤخذ منه ويرد عليه إلا صاحب ذلك القبر صلوات الله وسلامه عليه.. وقطعا لا تغييب لعقل ولا إغلاق لفكر.. فحتى الأنبياء والرسل المقدسون المعصومون إنما هم معصومون من الخطأ في أمور الدين وأمر السماء.. أما في الأمور البشرية الدنيوية العادية فخطأهم وارد كما في قضية توبير النخل وتقدير محل النزول في معركة بدر وما عاتب الله فيه رسوله محمد صلى الله عليه وسلم.. وقتل سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام للفتى القبطي، فإن أخطأ حتى هؤلاء أفلا يخطئ بشر عاديون لا قداسة ولا عصمة لهم.. وحتى لا احترام لبعضهم؟