الاقتصادية - السعودية * أهلا بكم في مقتطفات السبت رقم 158 *** * حافز السبت: جاذبيتك هي ما تجعل الأشياء تلتم إليك.. متى فقدتها، ابتعدتْ عنك. *** * رأي قابل للحوار: إسحق نيوتن حقق قفزة عملاقة بالإدراك العلمي حين اكتشف ظاهرة تجعل كل شيء متماسكا من التفاحة التي تسقط من الشجرة إلى أجرام الفضاء. يبقى قانون الجاذبية واحدا من أقوى قوانين الفيزياء. وأظهر مظاهر هذا القانون "دانة المدفع" Cannonball حين وضع نيوتن أول قوانينه عن الكتلة والتسارع Mass and acceleration. فحين تقذف الدانة من فوهة المدفع تنطلق مسافة ثم تسقط على الأرض. وعندما تطلق الدانة بقوة أكبر من مدفع أقوى فإنها تقطع مسافة أطول من الدانة الأولى ثم تسقط. وتوصل نيوتن بعقله المدهش بأنه لما تكون الدانة قد أطلقت من مدفع جبار، فإن الدانة ستستمر منطلقة بخط مستقيم على استدارة الأرض، ولكنها لن تسقط لأنها ستجذب للأرض مداريا وتبقى بمدارها، كما الآن الأقمار الصناعية. قوانين الفيزياء وضعها الله بضمير الكون حتى يأتي الإنسان بعقله ويكتشفها بدلالاته المنطقية الصحيحة، فأجد أن أصح ما يمكن في كل شؤوننا من الفرد حتى الدول أن نعتبر بهذه القوانين ونطبقها لتستقيم أمورنا مع النسق التنظيمي الكوني. *** * الموضوع: يتضح ظهور قانون الجاذبية في السياسة. قال تشرشل وهو واحد من أكثر ساسة العالم واقعية منطقية: "ليس لبريطانيا أصدقاء دائمون، وليس لها أعداء دائمون، ولكن لها مصالح دائمة. "وهنا بدقة ينطبق قانون الجاذبية. فبريطانيا ستنجذب نحو أي دولة تحقق مصالحها، وسيبعد مدارها عن الدول التي لا تحقق هذه المصالح. العلاقة بين إيرانوأمريكا ليست علاقة حب إنساني، ولا كره إنساني أيضا، وكل ما تسمع عن الشيطان الأكبر وخلافه من النعوت إنما هي غلاف السياسة الخادع. حقيقة السياسة هي جاذبية المصالح، أو تهديد المصالح.. لا شيء آخر. إيران لعبت على حبل تهديد المصالح مع أمريكا والغرب طويلا ونجحت قليلا، ولكنها لما كشفت ثوبها عن جاذبية مصلحية وعن بعد عن تهديد المصالح معا قربت أمريكا، وستبقى هذه العلاقة متحسنة لن يؤثر بها شيء. ولكن لا، هناك شيء سيؤثر في هذه العلاقة هو أن تلوح دول مجلس التعاون بجاذبية أقوى للمصالح وتوضيح لما يهدد مصالح أمريكا معا وهنا بفعل قانون الجاذبية ستتحرك تلقائيا أمريكا نحو الجاذبية ذات الشد الأقوى.. منطق الفيزياء. هناك شيء آخر، وهو قانون نيوتن "دانة المدفع" فليس جذب الصداقات والعلاقات والدولية من خلال المصالح فقط، بل بقوة امتداد هذه العلاقة حتى تقع على الأرض. فإذا كانت مصالح قصيرة فستنفصم العلاقة لجاذبية أخرى. أما استدامة العلاقة فمن القوة التي تدفع العلاقة لتستمر. أكبر مثال نجاح الكيان الصهيوني في امتداد عبر جاذبية الربط بالخوف المصلحي. تداخل النفوذ الصهيوني أخطبوطيا بكل مفصل اقتصادي وإعلامي وعلمي بأمريكا وجعلها بمدار مستمر مع إسرائيل لا تستطيع منه فكاكا.. إلا إذا تقاعست إسرائيل، أو جاءت جاذبية أقوى بذات الآلية. بقمة كامب ديفيد لدى قادة مجلس التعاون ورقة كبرى عرفوها، هي الورقة الواقعية التي ترتبط بالنظرية الفيزيائية الأقوى.. جاذبية المصالح. *** * شخصية الأسبوع: شخصية الأسبوع هم هؤلاء الشباب الذين ذهبوا للدراسة في الخارج من أجل نظام، ووعد موجود بضمهم لبرنامج الابتعاث متى ما أكملوا عامهم الأول ضمن شروط أيضا موضوعة. فجأة وجدوا أنفسهم في موقف اختفت فيه الجاذبية من تحتهم فصاروا في حالة طفو حائر. الجاذبية التي سحبت من تحتهم ما توارد عن إيقاف هذا الوعد، وهذا النظام وهم بمعمعة الواقع الاغترابي الدراسي. ولكنهم أصروا على المطالبة بحق الوعد والنظام. الجميل انتهاء عهد المكابرة وسد الآذان فجاء الانفراج بموافقة ملكية. *** * والمهم: * الطموح هو الجاذبية التي تشد الجادين العاملين. وهو الجاذبية الطاردة للكسالى المتهاونين.