يعتقد ليبرمان أن سياسة البلطجة هي الأسلوب الأنجع للتعبير عن مصالح إسرائيل، تماماً كما خلفيته الاجتماعية كبلطجي على بوابة حانة في مولديفيا، حيث موطنه الأصلي هذا الغريب عن وطنه والغريب في تصرفاته والشاذ في سلوكه وعضو المافيات الخارجة عن القانون سواء في مولديفيا أم في فلسطينالمحتلة نفسها التي لجأ إليها ليكون ثروة من تجارة السوق السوداء ومن تجارة التطرف ضد الفلسطينيين ثم ضد العرب بصفة عامة منسجماً مع الوجود الغريب والشاذ للكيان الصهيوني نفسه الذي أوصله إلى مقعد وزير الخارجية والذي ارتبط وجوده بمرحلة الاستعمار الكولينيالي الذي ساد المنطقة ردحاً من الزمن. ولأن انقشع الاستعمار الكولينيالي عن منطقتنا وعن مختلف البقاع في آسيا وافريقيا.. إلخ، نجد الكيان الصهيوني اليوم يناطح منطق التاريخ والشرعية الدولية التي أخذت تشق طريقها لتحكم العلاقات الدولية بين الدول صغيرها وكبيرها، لقد تبدلت وتغيرت المصالح التي أوجدت المشروع الصهيوني وأصبح لها وسائل جديدة لحماية وتحقيق مصالحها على أساس من الشرعية الدولية والاحترام المتبادل والتي تتعارض مع أساليب البلطجة السياسية والعسكرية التي أوجدت هذا الكيان بكل مكوناته العسكرية والسياسية والاجتماعية. ليبرمان وزير خارجية العدو الإسرائيلي نموذج متخلف من نماذج الصهاينة الذين لا يرون حركة الواقع وتغير وتبدل المصالح، لازال يحاول أن يبني سياسته وسياسات إسرائيل على أساس تلك المفاهيم البائدة للاستعمار والتي استندت إلى مفاهيم عنصرية وفاشية تعطي الحق لصاحب القوة في السيطرة على أراضي ومصالح الغير بالقوة لا لشيء سوى لاعتقاده أن القوة مصدر الشرعية.. لقد سقط هذا المفهوم واستطاعت الشعوب الضعيفة المستعمرة أن تفقد المشروع الاستعماري شرعيته وأن تهزم عناصر قوته أمام عدالة مشروعها في الحرية والاستقلال والمساواة بين الشعوب ضعيفها وقويها، وأصبحت الدول القوية الاستعمارية سابقاً تخجل من تاريخها وماضيها وتعتذر عما اقترفته من جرائم في حق الشعوب التي سبق لها ان استعمرتها، بل اضحت الشرعية الدولية تلزمها بدفع التعويضات لها لما ألحقته بها من أذى أخلاقي وسياسي واجتماعي واقتصادي.. الخ. ولكن هذا الصهيوني البائد المسمى وزير خارجية إسرائيل والذي جاء متأخراً ليلعب دور المنشط في حفلة قاربت على نهاياتها.. ليؤدي دوراً ممجوجاً ويطلق التهديدات تلو التهديدات ويشن هجماته السمجة مرة ضد الفلسطينيين وسلطتهم الشرعية وطموحاتهم المشروعة في الحرية والاستقلال وبناء الدولة وأخرى على الدول العربية فرادى ومجتمعة ولم تكن تصريحاته السخيفة التي فاه بها ضد السعودية آخرها فقبل ذلك تطاول على مصر وعلى سوريا والأردن وأخيراً لم يسلم منه الرئيس الروسي (ميديديف)، إنه فاقد لأبسط مقومات اللباقة والكياسة وأبسط مقومات الوزارة، وأن وصفه (بقليل الأدب) من قبل وزير خارجية مصر قليل عليه بل هو قليل وعي بمصلحة إسرائيل نفسها وأن أمثاله والسياسات التي يحاول أن يعبر عنها في ادارة الخارجية الإسرائيلية هي التي ستشدد الخناق وستفرض الحصار على إسرائيل وسياستها المتطرفة وستضع أمام مستقبلها في المنطقة إشارة استفهام كبرى.. وستبقيها كياناً مرفوضاً يصعب دمجه وقبوله في المنطقة ما لم تسلم بكل الحقوق العربية المشروعة وتلتزم حدود الشرعية الدولية، وأن الدول صاحبة المصالح في المنطقة التي سبق لها أن دعمت المشروع الصهيوني لن تستمر في المغامرة بمصالحها لحماية تطرف وفاشية وعنصرية (ليبرمان) وأمثاله من سياسي إسرائيل الذين سيجدوا أنفسهم متصادمين مع مصالح هذه الدول التي ستنحاز لصالح مصالحها وستصطف لمواجهة هذه المواقف والسياسات المفتقدة للوعي السياسي والأخلاقي بمصالحها الذاتية ومصالح بقية الدول ذات التأثير في الاقليم والعالم وفي مقدمتها الدول الأوروبية والأمريكية. إن قوى السلام والديمقراطية في إسرائيل مطالبة بالانحياز إلى منطق المصالح القائمة على أساس الشرعية الدولية واحترام حقوق الآخرين وعليها أن تنقذ إسرائيل والمنطقة من تطرف هؤلاء المغامرين والفاقدين للوعي السياسي والأخلاقي والمصلحي بمستقبل أبنائهم ومستقبل المنطقة وعليها أن تصطف مع الفلسطينيين والعرب في مواجهة التوسع والاستيطان الصهيوني والتطرف والفاشية والعنصرية التي يمثلها ليبرمان وحلفائه من الصهاينة والوافدين الجدد. * عضو المجلس الوطني الشعبي مدير عام مكاتب اللجنة الشعبية الفلسطينية