الاقتصادية - السعودية ربما يتوقع الكثيرون أن انخفاض أسعار البترول سيحدث أثرا إيجابيا في أسعار وتكاليف تذاكر الطيران. وجاء أخيرا أن شركة طيران لوفتهانزا الألمانية المعروفة بجودة الخدمات وكذلك ارتفاع أسعار تذاكرها تتوقع انخفاضا قدره 13 في المائة في تكلفة الوقود لعام 2015 على خلفية هبوط أسعار النفط. وذكر تقرير آخر أنه برغم انخفاض تكلفة الوقود إلا أن أسعار تذاكر الطيران لم تنخفض بل إن أكثر المسافرين واجهوا ارتفاعا في تكلفة التذاكر. أما أسباب ارتفاع تذاكر الطيران فتعود بالدرجة الأولى إلى زيادة الإقبال على السياحة والسفر في العالم أجمع، ووفقا لموقع Travelocity السياحي ارتفعت أعداد المسافرين الدوليين بنسبة 8 في المائة ما بين عامي 2013 و2014 وأن 21 في المائة من المسافرين يخططون لزيادة الإنفاق على السفر والسياحة في عام 2014. ويعد الوقود أكبر بند في تكاليف شركات الطيران حتى إن بعضها يقوم بإضافة "رسوم وقود" Fuel Surcharge في التذكرة تصل إلى 12 في المائة من سعرها كما تفعل خطوط الطيران الكندية Air Canada. وصرحت الكندية بأنها ليست بحاجة إلى خفض أسعار تذاكرها لأن نسبة الإشغال في مقاعد الطائرة تجاوزت 80 في المائة بالأسعار الحالية. أما بالنسبة للمواقع التي استقبلت أعدادا ضخمة من المسافرين الدوليين في عام 2014 كانت اليونان والنمسا والمغرب وجزر الكاريبي وتايلاند، وتصدرت الولاياتالمتحدة وأستراليا مواقع السفر والسياحة الداخلية بمتوسط 84 في المائة من المسافرين. وهنا أتوقف برهة لأخمن بأن تتصدر السعودية قائمة المسافرين للخارج (لفئة الدخل المرتفع) لتعدد الإجازات السنوية "رمضان، الحج، الصيف"، وبالطبع لتدني مستوى الجذب السياحي الذي يأمله المسافر السعودي ذو الدخل المرتفع. وبالعودة لشركات الطيران قدّرت "لوفتهانزا" أن تبلغ تكاليف الوقود الخاصة بها عام 2015 نحو 5.8 مليار يورو وذلك مقابل 6.7 مليار يورو لعام 2014، وذلك بناء على تقديرات 68 دولارا لبرميل خام برنت "سعره بتاريخ الثلاثاء 10 شباط (فبراير) 51.7 دولار تقريبا". وتسبب هبوط أسعار النفط في ارتفاع هوامش الربح لشركات الطيران ما بين 8 و 14 في المائة لعام 2014، حيث إن انخفاض جالون الوقود بمقدار سنتا واحدا فقط يوفر مبلغ 190 مليون دولار على مدار العام. وإضافة إلى تكلفة الوقود فهناك عوامل رئيسة تساهم في التكاليف التشغيلية وهي صيانة الطائرات وتكاليف الملكية Ownership cost وهما عاملان يمكن التحكم فيهما إداريا داخل الشركة، ومن هنا نجد أن عوامل زيادة الربحية اجتمعت لشركات الطيران هذا العام ما انعكس على أسعار أسهمها وبالتحديد في الولاياتالمتحدة. وبالتالي فإن المستثمر في أسهم تلك الشركات حقق أرباحا جيدة في عام 2014، فسهم شركة American Airlines Group AAL ارتفع 30 في المائة منذ مطلع 2014 وسهم شركة United Airlines شهد ارتفاعا قدره 43 في المائة خلال الفترة نفسها. أما شركات الطيران الأوروبية فعلى الرغم من ارتفاع أرباحها إلا أن تراجع الاقتصاد الأوروبي أثر في أسهمها في الأسواق وتسبب في خسائر طفيفة راوحت بين 3 و 6 في المائة في 2014. ويمكننا في النهاية استخلاص أنه على الرغم من الوجوم الذي يخيم على العديد من القطاعات الاقتصادية مع هبوط أسعار النفط وتباطؤ اقتصاد الصين، يظل قطاع السياحة والسفر من أهم القطاعات التي تنمو ليس فقط ماليا بل تسهم في تنقل رؤوس الأموال وارتفاع العقارات السياحية وأسعار العملات والخدمات وتبادل المعرفة والثقافات والتوجهات الفكرية بين شعوب العالم.