تكشفت مبدئياً بعض الانعكاسات الإيجابية لأزمة المال العالمية على المستهلكين في الدول الخليجية، بعد أن بدأت أسعار تذاكر الطيران فعلياً بانخفاض تدريجي خلال اليومين الماضيين بلغ معدله 30% ومرشح للوصول إلى 100% عما كان عليه قبل نحو عام. وساعدت الظروف الصعبة التي عاشها الاقتصاد الأوروبي والأمريكي في الأسابيع الأخيرة، على انهيار أسعار النفط حيث بلغ سعر البرميل يوم أمس نحو 68دولاراً، بعد أن وصل سعره إلى 145دولاراً في يوليو الماضي. ويعني ذلك انخفاضاً بنفس المعدل لأسعار الوقود التي تلعب دوراً رئيسياً في تغيرات أجور النقل الجوي صعوداً وهبوطاً، ومن ذلك إقرار شركات الطيران في يونيو الماضي ضريبة وقود على تذاكر الطيران الدولية تصل إلى 60دولاراً على التذكرة الواحدة. وطالب مستثمرون كبار في سوق السفر السعودي هيئات الطيران الحكومية بالتدخل العاجل لإجبار شركات الطيران على تخفيض أسعار التذاكر بنفس المعدل الذي زادته في يونيو الماضي تبعاً للارتفاع الكبير في أسعار النفط حينها. وأكدوا في حديث ل"الرياض"، أن أسعار التذاكر الدولية بدأت فعلياً في الهبوط خلال الأيام الماضية بمعدل يصل إلى 30% إلى بعض الوجهات السياحية العربية تتصدرها مصر وسوريا، متأملين في انخفاض الأسعار بمعدل يصل إلى 100% عما كانت عليه خلال الصيف الماضي. وقال مهيدب المهيدب رئيس لجنة وكلاء السفر والسياحة في غرفة الرياض، إن هناك شركات طيران دولية بدأت تخفيض أسعار تذاكر الطيران بنسبة تتراوح بين 10% و 30% على بعض وجهات السفر، ممثلاً على ذلك بانخفاض سعر تذكرة الطيران من الرياض إلى دمشق ذهاباً وإياباً لتبلغ نحو 1200ريال. وأوضح المهيدب أن استمرار أسعار النفط في هبوطها بهذا الشكل ما يؤثر على أسعار الوقود التي تلعب دوراً كبيراً في تحديد أسعار التذاكر، سيجعل مواسم السفر المقبلة تشهد تغيراً جذرياً في أجور السفر وتكلفة السياحة الخارجية. وأضاف: "من هذه اللحظة إلى نهاية شهر ديسمبر المقبل ستتنافس شركات الطيران على جذب المسافرين إلى الدول العربية بأسعار مغرية، وخصوصاً اليومين المقبلين ستشهد عروضاً مميزة على تكلفة تذاكر الطيران إلى كثير من المدن العربية السياحية تتصدرها القاهرةودمشق". من جهته، قال الدكتور ناصر الطيار رئيس مجموعة الطيار للسفر والسياحة، إن انخفاض أسعار النفط سيلقي بظلاله على تكلفة وأجور النقل الجوي وتحديداً على أسعار تذاكر الطيران، مطالباً شركات الطيران بالتفاعل وتخفيض الأسعار بنفس مستوى تفاعلها مع الزيادة، خصوصاً مع انهيار أسعار الوقود بنسبة تفوق 50%. وزاد: "كثير من شركات الطيران لم تبادر حتى الآن بتخفيض أسعار التذاكر، رغم أن غلاء الوقود في الأشهر الماضية دفع بعض الشركات إلى زيادة الأسعار بمعدل يصل 100% تحت مسمى ضريبة وقود". وذكر الطيار أنه في السابق كان لهيئات الطيران الحكومية دوراً بارزاً في الرقابة على أسعار تذاكر الطيران، وإجبار الشركات على العمل بأسعار عادلة، غير أن الفترة الحالية تشهد تحكماً من الشركات في أسعار التذاكر، متوقعاً تأخر بعض الناقلين في خفض الأسعار حتى يعوضوا خسائر سابقة لهم على حساب المسافرين. وتحدث عن علاقة وكلاء السفر والسياحة بالخطوط السعودية، مبيناً أن هذه العلاقة أصبح يشوبها الفتور في الفترة الأخيرة، بعد إلغاء الخطوط لبعض الاجتماعات الدورية بين الطرفين، والتي كانت تساهم في إزالة المعوقات واستشراف مستقبل القطاع. على الصعيد نفسه، قال حمد الخلف مدير عام وكالة الخلف للسفر والسياحة، إن شركات طيران خليجية وعربية بدأت بخفض أسعار التذاكر، ولم يحدد نسبة الانخفاض. وأوضح الخلف أن انخفاض الأسعار يرجع إلى عدة عوامل يقف على رأسها هبوط أسعار النفط الذي أثر على أسعار الوقود وقلل تكلفتها، إضافة إلى انقضاء موسم السفر ونقص الإقبال على بعض الوجهات، ما أجبر شركات الطيران على خفض أسعار التذاكر خلال الفترة الحالية.