الاقتصادية - السعودية أعتقد أن تجربة "سكاي نيوز عربية" في أبو ظبي، لم تستطع أن تلفت الانتباه، فالفضاء العربي يغص بالفضائيات التي يختلط فيها الغث بالسمين، ومن هنا فإن التفكير في تدشين قناة إخبارية جديدة يمثل تحديا لافتا. ولكن هذا لا يعني تجاهل حقيقة أن أبرز الفضائيات المؤثرة في العالم العربي حاليا هي الفضائيات السعودية أولا، ثم الفضائيات التي تبث من دول الخليج العربي ثانيا.. وبعدها بمراحل تأتي الفضائيات التي تبث من بقية الدول العربية. هذه الظاهرة لافتة، وهي تعكس تغيرا ملحوظا في خريطة الإعلام العربي. وهذا الأمر ينطبق على الثقافة، فالفعل والتأثير الثقافي وحتى الإسهام في صنع الثقافة ونشرها يكتسب وهجه بالمبادرات الخليجية الموجودة حاليا. وهو أمر لا ينكره إنسان يقرأ الصورة بمنتهى الموضوعية. هذه الأفكار جالت في خاطري وأنا أقرأ أمس حوارا مع جمال خاشقجي مدير قناة العرب في صحيفة الرياض. الرجل يبشر المشاهدين برؤية وطرح مختلفين، من خلال القناة ذات التمويل السعودي. ولا شك أن هذا تحد يستحق المغامرة. إن الحياد بشكله المأمول، الذي تناوله خاشقجي في حديثه، قد يبدو عصيا، إذ لا حياد في مجموعة من القيم المتفق عليها مثل قيم المواطنة والهوية الفكرية واللغوية والدينية بمفهومها الشامل. حتى المختلف، هو بحكم اندماجه تحت مظلة المجتمع، يغدو جزءا من نسيج هذا المجتمع، وهذا حتما لا يعني تخليه عن معتقداته وقيمه. يقول خاشقجي في حديثه عن اهتمامات القناة وهويتها "القضايا المعيشية هي أم القضايا السياسية، وغالبا ما تستهلكنا السياسة على حساب التنمية". إذن فإن أجندة القناة ستركز على الإنسان وهمومه واهتماماته. النوافذ مشرعة للأمنيات، أن تكون هذه القناة رافدا من روافد تقديم صورة لائقة بالمملكة العربية السعودية، وأن تشارك في سباق المسافات الطويلة مع الناجحين، لا أن تكون مجرد رقم هامشي مثل حال معظم القنوات العربية، ولا أن تصبح قناة تتصيد الأخطاء باعتبار أن "الجمهور عاوز كده".