يتعجب المرء من حقيقة ما تبثه الفضائيات العربية المختلفة من برامج هابطة وسخيفة في ظل سيطرة الاغاني ورقصات الفيديو كليب والمسلسلات المكسيكية وغيرها مما تضيق به الصدور وتنفر منه النفوس ويضيع بسببه الشباب وعندما يتساءل المرء عن السبب يأتيك الجواب كالصاعقة (الجمهور عايز كده). والاكثر عجبا ان احترام الدول العربية وفضائياتها المختلفة الخاصة والعامة لرغبة الجماهير العربية تقتصر فقط على هذا الامر بينما تحجم عن تحقيق رغبات الجماهير العربية الاخرى، كالرغبة في سيادة القانون وحق الانسان العربي في الحياة الكريمة، وتوسيع نطاق المشاركة السياسية واحترام الحريات العامة، ومحاربة الفساد الاداري والمحسوبية وغيرها. وبالرغم من ذلك فان جملة (الجمهور عايز كده) جملة خاطئة، لان الاقتصادي الشهير ساي ينص على ان كل عرض يستطيع ايجاد الطلب الخاص به. بمعنى آخر ان اجهزة الاعلام باستطاعتها ان تجعل من الفضائيات العربية وسائل تحقق التوازن المطلوب بين الترفيه وقيم المجتمع والتوعية ضمن خطط اعلامية هادفة. وفي نفس الوقت تستقطب العديد من المشاهدين. الا ان تكون السياسة الاعلامية للدول والفضائيات العربية بلا هدف والادهي من ذلك ان تكون هذه السياسة بهدف اتباع استراتيجية الدوران في الحلقة المفرغة، او مايسمى ب (اشغلهم لا يشغلوك). اوليس الاولى شغل الجمهور بما هو نافع؟ اذا كان لابد من اشغاله.