لا اعتقد ان هناك طالبا عربيا درس في امريكا ولم يراوده الهاجس الاعلامي لما يراه من تحيز في وسائل الاعلام الامريكية.. هذا ما يقوله الشيخ وليد البراهيم رئيس مجلس ادارة (آرا) ومحطة MBC و(العربية) فالاعلام العربي لابد ان يقدم صورة شفافة وحقيقية عن المجتمع العربي ومواجهة التحديات التي يفرضها الاعلام الامريكي في نقل صورة مغلوطة عن قضايانا.. هذا الهدف هو ما يحكم رؤية ضيفنا لواجب الاعلام العربي مع التأكيد على ان مهنة الاعلام الفضائي العربي يجب ان تحكمها قواعد المهنة من حياد وموضوعية.. وحول الاتهامات التي وجهت لمحطة (العربية) من قبل العديد من المهتمين بالاعلام وكذلك بعض القوى السياسية في العراق وكذلك قوات التحالف .. كشف الشيخ وليد البراهيم ان النظام العراقي المخلوع هدد بايقاف مكتب (العربية) في بغداد بحجة انحيازها وهذه الحجة هي ما استخدمها مجلس الحكم العراقي مما يدل على الموقف الحرج للاعلام العربي. وينفي رئيس مجلس ادارة (آرا) ان هناك حربا ضد السعوديين في محطاته الفضائية بل ما يحكم ذلك هو اصول المهنة.. ففي مجال الاعلام والفكر تبقى الموهبة هي الاساس اما عن برامج التدريب فهي متاحة لأي سعودي لديه الكفاءة والقدرة. اما حول تدخله في اختيار المذيعين والمذيعات فينفي ضيفنا هذا الاتهام باعتبار ان الهيكل التنظيمي داخل المجموعة لا يرتبط فيه العمل اليومي وتفاصيله بشخص رئيس مجلس الادارة. اما عن خطط مجموعته لاصدار صحيفة ورقية يومية فمرهونة بالمستقبل وتحدياته.. وعن منافسة المحطات الفضائية العربية فقد ذكر ان التنافس ضرورة.. والتميز هدف لأي وسيلة إعلامية.. والمح الى ان المستقبل القريب سيشهد مفاجآت اعلامية في محطات الشركة الفضائية.. لاشك في ان حوارنا مع الشيخ وليد البراهيم كشف وقدم عدة حقائق.. جدير بالمتابعين للشأن الاعلامي العربي متابعتها. خيار السعودة من يتابع محطة mbc واختها محطة (العربية) يلاحظ ندرة المذيعين والمحررين من السعوديين ألا تعتقد ان ذلك ظلم للمواهب الاعلامية السعودية؟ * العقول العربية الاعلامية المتميزة لشباب العالم العربي هي السند الرئيس لمجموعة قنواتنا ونحن نبحث عنها ونركض خلفها.. انها ركيزتنا ودعامتنا، والسعوديون من بين هذه العقول والكفاءات التي نحرص على وجودها في قنواتنا وهناك مجموعة لا بأس بها من الشباب السعودي في مجموعتنا في الادارة والتحرير والتقديم.. اما في الاذاعة او التليفزيون فهناك مجموعة تحت التدريب سوف نراهم قريبا وهنا اتمنى من كل من يجد في نفسه الكفاءة ولديه المؤهلات المطلوبة ألا يتردد في تقديم اوراقه لمكاتبنا في المملكة او في دبي او في اي مكان يرغبه. اتهامكم غير صحيح العديد من الذين تعاونوا مع محطة mbc من السعوديين يشتكون من محاربة اللوبي اللبناني والاجنبي لهم بحجج كثيرة واهية.. فما تعليقكم على ذلك؟ * هذا الكلام مرفوض تماما جملة وتفصيلا وانا تأكدت بنفسي في اكثر من شكوى ووجدت مقدميها هم على العكس من ذلك حيث انهم يتوقعون معاملة خاصة لانهم سعوديون.. اما اذا كان الشخص مجتهدا في عمله فلن يتمكن اي انسان مهما كان من ان يقف في طريقه وهناك امثلة كثيرة اذكر منها على سبيل المثال المدير التنفيذي للمجموعة اسعد ابو الجدايل الذي بدأ موظفا صغيرا مثل اي شاب في بدايته ووصل الى ماهو فيه باجتهاده وكفاءته، واين هو اللوبي اللبناني اذا كان المشرف العام والمدير التنفيذي سعوديين والمسؤول عن (العربية) صلاح نجم مصري والمسؤول عن الاذاعة حسن معوض فلسطيني.. ومدير قناة 2 mbc انجليزي ، الا ان اكون لبنانيا دون ان اعلم. المهنية أولاً هل صحيح ما يقال ان الشيخ وليد البراهيم هو كل شيء في المحطة حتى ان آخر من قال ذلك الدكتور نجم عبدالكريم الذي اشار في احدى المحطات الفضائية الى انه لا مذيع ولا مذيعة تخرج على شاشتكم دون ان يحظوا بموافقتكم الشخصية.. أليست المسألة مهنية في المقام الاول تترك للمختصين في اروقة المحطة.. وما مدى صحة ذلك الكلام؟ * مع احترامي الشديد.. هذا اتهام غير دقيق.. هناك هيكل اداري تنظيمي داخل المجموعة لا يرتبط فيه العمل اليومي وتفاصيله بشخص رئيس مجلس الادارة، واختيار الكفاءات المهنية داخل المجموعة يتم وفق معايير واشتراطات خاصة ليس من بينها رأيي، وعلى كل حال اتمنى ان يكون لدي الوقت لكل هذا، وانا من اختار هذه الكفاءات فأنا فخور بهم جميعا، ولكن هذا شرف لا ادعيه لنفسي لاني أؤمن بالعمل الجماعي. اختيارات وعروض حرب استقطاب المذيعين والمذيعات بين المحطات الفضائية العربية مازالت مستمرة مثلا (العربية) اخذت "منتهى الرمحي" من الجزيرة و"جيزيل خوري" من LBC هل من الضرورة ان تدخلوا هذه الحرب؟ ومَنء من المذيعات القادمات اليكم؟ * ليست هناك حروب استقطاب كما تشير ولكنها اختيارات وعروض عمل.. ومن جانب آخر من يعرض نفسه على واحدة من قنوات المجموعة ونجد فيه ما يتوافق مع تطلعاتنا فأهلا وسهلا به. نصيب ونخطىء هناك ملاحظات عدة على محطتي mbc و(العربية) خصوصا في اتهامهما بتأجيج نار الكراهية والتحريض ضد مجلس الحكم العراقي والقوات الامريكية بزعم ان الشارع العربي (عاوز كده) أليس هناك استرشاد مهني من قبل المسئولين في محطاتكم لمصلحة شعب العراق.. وآخر من اتهمكم بالتحريض وبث روح الكراهية والانحياز للنظام العراقي السابق الاستاذ عثمان العمير من على شاشة محطتكم (العربية) في وقت سابق؟ * استغرب ان ينظر للامر على هذه الصورة.. النظام المخلوع هدد رسميا بقفل مكتب (العربية) بعد ايام من اندلاع الحرب بدعوى الانحياز الى الجانب الآخر، والاتهام الآخر يأتي في نفس السياق واقول عندما تختلف توجهاتنا عن الآخرين.. لا يعني ذلك - بالضرورة - بعدنا عن الحياد الذي هو هدفنا وزادنا ، نحن ننقل الحدث من مكان وقوعه كحدث فقط وهو امر بالتأكيد لن يرضي الاطراف كافة. هناك معايير للخبر مهنيا وموضوعيا نطبقها باجتهاد.. نصيب ونخطئ معها، وهذا لا يعني اطلاقا انحيازنا لطرف ضد آخر ونسعى لأن نغطي الحدث لنكشف الحقيقة. لا تدخل في عملنا في مهنة الاعلام لا يوجد اعلام مستقل غير خاضع للضغوط والامزجة.. بصراحة متناهية هل يتعرض خطكم التحريري الاعلامي الى ضغوطات وتوجيهات ومراعاة حساسيات معينة من الدول العربية.. هل الحكومة السعودية بعيدة عن التدخل في سياساتكم التحريرية؟ * (العربية) قناة عربية اخبارية شاملة.. تمنيت في خطاب تدشينها ان تكون اداة جمع ووحدة للعرب، هناك عتب نجده من قبل البعض في العالم العربي.. ننتبه ونتعامل معه دون ان يؤثر على القناة وتوجهاتها، ونرفض ان ننساق خلف اي نوع من الضغوط التي تشير اليها.. واؤكد لكم اننا بعيدون عن اي ضغط سعودي من اي نوع، والسعودية لا تتدخل في سياسة (العربية) ونجد منها بعض العتب احيانا. المستقبل معنا في مجال المنافسة المهنية نرى ان قناة ابو ظبي قدمت (حرب الصحاف) وهو مثار اهتمام الرأي العام.. هل عرضتم على الصحاف عقدا ورفضه.. مع انكم اول من عمل معه حوارا في بغداد.. وهل تعدون في المستقبل بصفقة مهنية مثيرة تضيء لنا بعض ملامحها؟ * نحن نحرص على (التميز) ولا نتجاهل نجاحات الآخرين، نستفيد من اخطائنا ونوظفها للمستقبل، ولدينا الكثير من المفاجآت في المستقبل القريب.. وانت تعلم ان (العربية) التي ظهرت قبيل الحرب على العراق بأيام استطاعت ان تؤمن لنفسها بعض النجاحات التي نعمل من اجل استمرارها، واستفدنا من التجربة النادرة في التاريخ ومازلنا في البدايات الاولى ونراهن على ان المتغيرات ستكون لصالحنا في المستقبل. وعلى اي حال.. القمة تتسع للعديد من القنوات الجادة.. التي تحترم المتلقي.. وتحاول - مخلصة - ان تلبي رغباته وتطلعاته الى المعلومة الصادقة. ما يصلنا عكس ما تقولون القناة 2 اخت mbc محطة يتابعها شريحة معينة من الشباب والشابات لعرضها أفلاما ومسلسلات اجنبية لكن الكثير من الاسر يشكون بعض (الاباحية) في بعض لقطات الافلام ما ردكم على هذا الاتهام؟ وهل صحيح انكم ستقومون بعد فترة بتشفيرها؟ * قناة 2 mbc وجدت لتكون خدمة بديلة للقنوات الاباحية كما سميتها وهي ليست كما ذكرت، بل على العكس، ما يصلنا من رسائل من المشاهدين يطالب بعدم قطع الافلام مع اننا لا نقوم بذلك الا في اضيق الحدود، واما التشفير فهو ليس من سياسة المجموعة. كوادر سعودية مؤهلة شركة آرا الاعلامية التي تمتلكونها قيل انكم قمتم قبل فترة باعادة هيكلتها لكن الضحية الكبيرة لذلك هي طرد كوادر سعودية من موظفين وفنيين.. أليس لديكم واجب تجاه وطنكم بالمساعدة في تحريك قطار السعودة؟ وهل تقوم (آرا) بتأهيل السعوديين وتدريبهم للعمل في الشركة؟ ام انكم لا تهتمون بقضايا التدريب؟ * تتجه الشركات في العادة لاعادة التنظيم والهيكلة بهدف تطوير الاداء والارتقاء بمستوى الخدمات التي تقدمها وهو عمل قد تنتج عنه ضحايا كما تشير ولكن هذا لا يعني - بالضرورة - استهداف العاملين فيها.. على مستوى الشركة لدينا كوادر سعودية على مستوى عال من الكفاءة صقلتها الخبرة وبرامج التدريب، ونسعى لاستقطاب المزيد منها. الاستثمار مكلف تمتلكون محطة تليفزيونية ومحطة اذاعية وشركة انتاج فني واعلامي وتليفزيوني هل تفكرون في اصدار صحيفة او مجلة ورقية لتنضم الى امبراطوريتكم الاعلامية؟ اذا كانت الاجابة (لا) فما الاسباب؟ وهل تعتقدون ان الاستثمار في مجال الاعلام مربح؟ * حتى الآن لم ندرس تنويع اهتماماتنا ونركز على القنوات الفضائية التي كنا روادها في العالم العربي ولكن ان وجدنا ما يستحق الدرس لتوسيع قاعدة عمل المجموعة فلكل حادث حديث. والاستثمار في مجال الاعلام مكلف وطويل الاجل، ويحتاج الى الكثير من المال والجهد والصبر حتى يؤتي ثماره. هناك من المراقبين من يتخوف ان يتحول الاعلام الخاص بكافة حقوله وانواعه الى مواقع نفوذ سياسي واجتماعي للممولين في القطاع الخاص بحكم ارتباطهم الطبيعي بدولهم وحكوماتهم.. هذا ما يطرحه المراقب للشأن الاعلامي العربي بحذر.. هل هذه المخاوف حقيقية تدفع الاعلام العربي الخاص بتكوين اتحاد يدافع عن مصالحهم ويضع ميثاق شرف للعاملين فيه ينقي هواء الحرية من الملوثات المهنية.. وهل تؤيدون الفكرة؟ * في العالم اكثر من امبراطورية اعلامية لها اهتماماتها وتأثيرها ونحن في العالم العربي نريد ان نقف بعيدا عن التطور ومزيدا من الحريات، يا اخي هواجس ومخاوف العالم العربي اكثر من ذلك ولكن هل هي حقيقة، عموما وجود اتحاد من هذا النوع امر جيد في اطار المنافسة المهنية وشخصيا ارحب بالفكرة ولكن السؤال: لماذا؟ اما بالنسبة الى التنسيق في عملنا غالبا ما يكون على مستوى العاملين في هذه الاجهزة بحكم الزمالة وخلفياتهم المهنية ونحن نرحب بذلك لوجوب اعطاء العاملين مجال الاخبار استقلالية قد لا يحصل عليها العاملون في البرامج، لان لها صبغة تجارية تتطلب تعاملا مختلفا، واما رأيي في هذه القنوات فجميعها يعمل بها حرفيون ذوو كفاءة عالية يكمل بعضهم البعض لضمان خدمة اخبارية جيدة تثري الاعلام العربي وهذا لا يعني انه ليست هناك اخطاء ولكن نرجو ان تكون الايجابيات أكثر بكثير. ايلاف قادمة بصورة مغايرة لواقعها الحالي.. كيف ترى مستقبلها؟ * لننتظر ونر .. ومن ثم نحكم عليها.. اعتقد ان التحديات التي تواجهها ستكون مختلفة في ظل الرؤية التي تظهر بها الآن. منذ متى كان الهاجس الاعلامي يراودك؟ * لا اعتقد ان هناك طالبا عربيا درس في امريكا ولم يراوده الهاجس الاعلامي لما يراه من تحيز من وسائل الاعلام الامريكية وشركات انتاج الافلام في الولاياتالمتحدة ولا ادعي بأني من لديه الحل لهذه المشكلة ولكني اتمنى ان اشارك آخرين في ايجاد بديل لاعطاء وجهة نظر اخرى. وليد البراهيم في زيارة لمحطة العربية