المصري اليوم - القاهرة أربكت تبرئة حسني مبارك وسائل الإعلام... ولم يقتصر الأمر على إقصاء أو تأنيب إعلاميين انتقدوا الحكم القضائي الصادر، بل طال أيضاً نصوص إعلاميّين مناصرين بشدّة لعهد السيسي. فقبل أيّام أوقفت شركة «صوت القاهرة» المذيعة عايدة سعودي مشرفة البرامج بإذاعة «راديو هيتس»، بحجة انتهاء فترة تكليفها بالإشراف على الإذاعة من قبل «ماسبيرو». لكنّ سعودي وعاملين في الإذاعة أكدوا أنّ السبب الحقيقي هو حديثها في برنامج «أستوديو هيتس» عن رفض الشارع المصري لبراءة مبارك، لما يمثّله ذلك من انتهاك لثورة يناير ومكتسباتها. وقالت سعودي ل»السفير» إنّها تلقّت اتصالاً هاتفياً من رئاسة الجمهوريّة الثلاثاء الماضي، يعلمها برفض الرئاسة لوقفها عن العمل، وأنّها عادت إلى عملها بشكل طبيعي. حادث مماثل شهدته فضائيّة خاصّة، إذ خرج مذيع نشرة الأخبار في قناة «اون تي في» احمد خير الدين عن نصّ النشرة، وبدأها بتقرير معدّ مسبقاً تحدث فيه عن الشابين اللذين قتلا بالقرب من ميدان التحرير في تظاهرة يوم صدور حكم براءة مبارك. وقال بالنص: «تامر صلاح عبد الفتاح ورامي عبد العزيز شهيدان، سقطا أمس اعتراضاً على براءة من قتلوا إخواننا أمام أعيننا. يراد لنا الآن أن نردّد السؤال الأبله الذي يقول: «مَن القاتل؟»، وكأنّنا لم نعرفه ولم نره لم نكن بجوار هؤلاء الذين خرجوا هاتفين من أجل حرية لم نرها، وكرامة إنسانية تنتهك حتى الآن». وبالرغم من أنّ خير الدين نفى أن يكون قد تمّ إيقافه عن العمل بسبب التقرير، مؤكداً أنّه مستمر في عمله، إلّا أنّ إدارة القناة، تؤكد أنّه تعرض للتأنيب من قبل المسؤولين عنه، وواجه اتهامات بعدم المهنية وبعدم احترام مهنته كمذيع نشرة، يجب عليه التزام الحياد، وعدم إبداء رأيه. وانضمّ المذيع تامر أمين مقدّم برنامج من الآخر على شاشة «روتانا مصرية» إلى الحملة ضدّ خير الدين، معتبراً أنّه غير مهني، وأنّ مذيع النشرة يجب عليه عدم إبداء رأيه في الأخبار. لكنّ ذلك لم يمنع مستخدمي «فايسبوك» من الاحتفاء بخير الدين، معتبرين أنّه عَبَّرَ عما بداخلهم، وأنّه يسير على خطى يسري فودة المشهور بمقدماته الساخنة. يلتزم المذيعون المصريّون من أمثال أحمد موسى تمجيد النظام الحالي، لكنّ قراراً صدر عن الرئاسة المصريّة «بتجريم إهانة ثورتي يناير ويونيو»، جعل موسى يخرج عن النص، إذ قال في حلقة مساء الأربعاء من برنامجه «على مسؤوليتي» عبر فضائية «صدى البلد» إنّ «قرار السيسي يعدّ انقلاباً، وأنا أعني ما أقول». واعتبر موسى أنّ القانون يرمي إلى «تكميم الأفواه وانه انتهاك لحرية التعبير». ولطالما عبر موسى عن رأيه بأنّ «25 يناير» ليست ثورة بل «مؤامرة إخوانيّة أميركيّة هدفها تخريب مصر»، ويصنف نفسه واحدا من ألدّ أعدائها. واعتبر مراقبون أن السبب في خروج موسى عن النص في تلك الحلقة، يتمثّل بولائه لنظام مبارك أكثر من ولائه للسيسي، وأكد السيسي اكثر من مرة في مناسبات مختلفة انه مؤمن بثورة يناير، ويرى ان المصريين تأخروا كثيرا في الثورة ضد مبارك. وتقول منظمات حقوقيّة عدّة أنّ حرية التعبير في مصر تعاني من تراجع شديد في عهد السيسي وان الرأي الأخر اختفى تماما من الإعلام. وتقول: «الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان» إنّ المضايقات التي تعرض لها الإعلام مؤخراً غير مسبوقة. وأمس، انتشر على مواقع التواصل فيديو من إعداد الممثل الكوميدي شادي سرور (19 عاماً) يتضمّن استعراضاً لمواقف ثلاثة من أبرز مذيعي ال»توك شو» في مصر، وما قالوه عن مبارك بعد الثورة، وما قالوه عنه بعد حكم البراءة. ففي وقت تناوب إبراهيم عيسى وأحمد موسى وعمرو أديب على شتم مبارك وتحميله مسؤولية شهداء الثورة والفساد، قبل أربع سنوات، عادوا لإعطاء مباركتهم لبراءته قبل أيّام. يعلّق سرور على الاختلاف الجذري في مواقف الإعلاميين الثلاثة بضحكة هستيريّة. رابط ذو صلة كود ال HTML : https://www.youtube.com/watch?v=eYKX4AK7ReY