مكة أون لاين - السعودية مرت عاصفة الرجل البريطاني الذي دفع حساب مشترياته ل(الكاشيرة) - والكاشيرة هي محصلة صندوق القبض في المحلات التجارية - واعتذر الكبار من الرجل ذي الجواز العالمي وصدر أسرع قرار، وأسرع اعتذار وأسرع معاقبة للمخالفين من أعضاء الهيئة، وتجادل الجميع وانقسم المعارضون إلى قسمين: قسم مع أحقية الناس في ممارسة حياتهم الطبيعية، وقسم مع تحريم الحادثة شكلا ومضمونا. بينما لم نسمع أي صوت، أو تصريح، أو فريق ثالث تحدث بصوت عال عن تلك المرأة التي تعرضت للترويع والإهانة والاعتداء النفسي عليها أثناء عملها. حيث تم التعامل معها وكأنها جزء من صندوق الإيرادات. هل لأنها امرأة؟! أم لأنها فقيرة؟! أم لأنها ليست ذات منصب في مكان ما؟! أم لأنها ليست ضمن الحسابات، كونها مواطنة؟! إذا لم يكن كل هذا لتحترم العباءة الإسلامية التي كانت ترتديها، هذا أقل ما يجب. نريد اعتذارا رسميا (للكاشيرة)، لأنها تمثل شريحة كبيرة من النساء الفقيرات الكريمات المتعففات بالعمل الشريف، فإن لم تمتلك جوازا عالميا مثل البريطاني فإنها تمتلك عباءتها الإسلامية السعودية، وهذا جواز كرامتها، أليست هي الملكة الدرة المصونة؟ أم أن عباءتها مخصصة للملاحقة والريبة؟ ليس بمستغرب أن تُعامل (الكاشيرة) بتجاهل حين نجد فتوى بتحريم عمل المرأة (كاشيرة) على صناديق القبض بالمحلات التجارية المختلطة، من هنا تبدأ الجذور الأساسية لحادثة الكاشيرة والرجل البريطاني. من هنا تأتي القوة التي استند عليها الأشاوس وهم يقومون بترويع هذه المرأة البسيطة التي تعمل لأجل العمل المباح، العمل الحلال، العمل لأجل الكرامة لسد باب الفقر الذي لا يرحم، باب الفقر الواسع جدا، الوحشي جدا، الذي لا يقاس إطلاقا بباب الذرائع الذي يرغب هؤلاء في سده تحت ذريعة (سد الذرائع) وإن سد باب الرزق معها.