الشرق - السعودية هي الصحارى بامتداد كثبانها الذهبية والممتدة على تخوم الرياض وأنسامها الهفهافة، التي تشبه غيمة رهوة تجهض جنيا لمطرها الصافي والناهل. حينما تستنطق جبال طويق بسلسلتها العظيمة التي تشبه عقداً زاهياً متماسكاً على عنق فتاة جميلة تقتلها الغيرة والشوق لسفر حبيبها وعشيقها الأبدي (سلمان بن عبد العزيز)، وترنو بطوفان شوقها لذلك الأمير، تغازل عذبات نسائم أغاديرالجميلة وهي تهف طرف «شماغه» المستظل كالسماء الرحبة والغيمة الشاهقة، سلمان هناك، الضياء الوفاء، النقاء، العطاء. كيف تكون نجدٌ نجداً دون وجهها الوضاء ووجهها الآخر(وجه نجدٍ) و(أمير الضياء)، بضيائه وشموخه وهيبته وصوته المجلجل كصهيل خيل مقبلة، وهي كالعبوس التي أنهكها البكاء على سفره تناديه وتناجيه وتترنم شعرا حزينا عليه، قتلتها الوحشة والشوق وتلهج بصوتها المتحشرج، تستنطقها الريح متي تعود. سيدي اشتاقت لك الرياض ونحن كالرياض نُحمل «الهبوب» شوقنا أيضا، كما جاء ذلك الشاعر الراحل الذي وقف على أعلى شرفة بالرياض، يجول بناظريه ميمنة وميسرة، وهو ينشد الشعر الزاهي ويرتجل (البارحة عديت بالفيصلية: وأشبح بشوفي يم ديرة أغادير) واكاظم العبرات وأصبح عليه: نور الضحى مثل ظلام «الدياجير».