حفر الباطن تلك المحافظة الحالمة والمدينة التي لا تشبه سوى الغيمة الهفهافة التي تترنم فرحاً وألقاً بين الغيوم وتتراقص بخلخالها الزاهي والباهي في شعيب فليج الشاسع أو وادي الصحابي الجليل أبي موسى الأشعري الذي يرتبط اسمها تاريخيا به حينما أراد حفر بئر قال دلوني على موضع بئر يقطع بها هذه الفلاة هو بجة تنبت الأرطى بين فلج وفليج الذي يسمى الآن «شعيب فليج». ولحفر الباطن عشق شبيه بقصة قيس الملوح بليلاه العامرية فها هي الحفر بلياليها وصباحاتها المشرقة كقصيدة تطرز على ناصية السحاب. عاصمة الربيع شتاؤها دافئ وصيفها جميل وربيعها حينما يطرز أجمل اللوحات على صحراء الدهناء تصبح نقطة الالتقاء للمحبين بكشتاتها وهي تفرش لزوارها سجادة الصحراء بلونها الأخضر. ولحفر الباطن أهمية اقتصادية وسياحية فهي نقطة التقاء لمجاميع الخليج في فصل الربيع التي تصبح كخلية نحل من خلال زوارها «مرتادي البر» التي تصبح كسجادة خضراء ممتدة نظراً لقربها من الكويت والبحرين والشرقية والشمال. ولأنها مدينة لا تشبه سوى الربيع نتمنى من محافظها الأستاذ عبدالمحسن العطيشان الذي نعرف عنه النزاهة والسماحة والجدية في العمل الاهتمام بعاصمة الربيع بشكل أكبر لأنها عاصمة ليست كمثل العواصم.