المدينة - السعودية مُكرهًا أخاكم لا بطلٍ، أدخلني أحمد العرفج - أو عامل المعرفة كما يحبّ أن يُسمّي نفسه - في متاهة تعريف عبارة "المسؤولية الاجتماعية"!. القصّة بدأت عندما دعاني لحضور مسامرته الرمضانية التي استضاف فيها الكاتب مشعل السديري والروائي عبده خال ضمن فعاليات أمانة جدّة في رمضان!. أنا لم أحضر لبعض الظروف الخاصة، ونسيت أن اعتذر له في خضمّ انشغالاتي الأسرية، واعتقدت أنّ الموضوع انتهى، غير أنه لم ينته بالنسبة للعرفج، إذ افتتح أحد مقالاته بعدها بأنه يجب على الكُتّاب ألّا يكونوا بعيدين عن "المسؤولية الاجتماعية" متى ما دُعُوا إليها، وكان يقصدني بالطبع، لأنني بعثت له برسالة وتس آب أستوضحه عن ذلك، فردّ عليّ بأن أسأل نفسي وأشغّل مخّي!. وهكذا سألت نفسي وشغّلت مخّي كما طلب، فوجدت الأمر أهون شأنًا من أن أكتب مقالًا عنه، سوى أنه جرّدني ككاتب من "المسؤولية الاجتماعية" بجرّة قلم ونسبها إلى نفسه، وهذا لديّ تحفّظ عليه، ففي اعتقادي أنّ الكاتب الذي يقضي جزءًا مُعتبرًا من عمره في الكتابة عن هموم الناس المعيشية، كفقرهم، وبطالتهم، ومرضهم، وسكنهم، وتعليمهم، وخدمات مدنهم، ومشكلاتهم، وغيرها، مثلي أنا، وبتواضع وبلا فخر، سيحزن كثيرًا إذا أتى زميلٌ له، ولو بحجم أحمد العرفج، ومُقِلٌ في الكتابة عن هموم الناس، ومُكثِرٌ في الكتابات الترفيهية، مهما كانت روعتها، ليُجرّده من هذه "المسؤولية الاجتماعية" بجرّة قلم، أو بضغطة زرّ كمبيوتر إذا كان قلمه هو لوحة مفاتيح الكمبيوتر، وليلبس هو قميص هذه المسؤولية رغم أنه وسيع عليه ولا يُراكبه!. فسامحك الله يا عامل المعرفة، ما هكذا تُصنّف المسؤوليات، وما هكذا تُوزّع على كُتّاب الوطن، بلا إنصاف وبلا قسطاس مستقيم!. وهنا أدرك شهرزاد الصباح، وقبل أن تسكت عن الكلام المباح، بعثت لي برسالة وتس آب تقول فيها أنّ مسؤولية العرفج في كتاباته الظريفة هي إذن مسؤولية ترفيهية عن الناس، لا اجتماعية، فرددت عليها بأنها كذلك، شاء العرفج أم أبى!. @T_algashgari [email protected]