الاقتصادية - السعودية الجيل الجديد لا يعرف الرسائل وطوابع البريد وهواية المراسلات التي كان البعض شغوفا بها في زمن مضى. لكن صندوق البريد وعنوان البريد الوطني صارا إلزاميين، لتيسير إرسال المعاملات الحكومية وإنجازها بريديا. وهذا فعل حسن. أما رسائل البريد - غير الرسمية - فإنها تتراجع أمام الضخ اليومي من الرسائل الإلكترونية. كانت بعض المجلات، وبينها مجلات محلية قبل أن يتم منعها عن ذلك، تخصص صفحة أو أكثر تحوي صور وأسماء وعناوين هواة المراسلة. وكانت الطوابع البريدية الآتية من هذا البلد أو ذاك محفزا يزيد فاعلية هذا التواصل كي تضيف إلى دفتر الطوابع الخاص بك طابعا من العراق أو مصر أو الكويت ... إلى آخره. بعض الرسائل، كانت تبدأ بمقدمات شاعرية جميلة، وتعبر عن شوق اللقاء بين أطراف هذا العالم الشاسع. وقد تتضمن هذه الرسائل طلبا أو إهداء يتمثل في صفحات من هذه المجلة أو تلك، لم يعد لهذه الرسائل وجود في عالمنا الإلكتروني، بل إن المقدمات الفضفاضة غابت .. وأصبحت العبارات محددة وقد لا يسبقها حتى: السلام عليكم. أصبحت الكلمات تأتي من خلف الشاشة، لا ترى فيها فرقا بين خط وآخر. ولا رائحة للكلام، بينما كانت روائح الحبر تحمل في ثناياها أنفاس وخطوط من كتبوها. عندما أقف أمام صندوق بريدي حاليا، لا أجد فيه سوى رسائل مطبوعة، من البنك أو من شركة الهاتف أو الكهرباء، وعادة تتحدث هذه الرسائل معك باعتبارك مجرد رقم تتعامل معه الآلة لتبلغه أن موعد السداد قد حان. لا أحد يكتب رسائل ويدفع بها إلى صندوق البريد. لم يعد الناس يستخدمون الأقلام كثيرا. هناك شيء إنساني يتوارى، مع تسيد بشع للحروف الإلكترونية، وللمعاملات المعدنية الصلبة.